مبارك العبدالهادي: المسؤولية الوطنية للاستمرار في وطن لا يزال يراهن على غد أجمل يجب أن تنطلق من مواطنيها الذين يجب أن يحذروا بعض الأبواق التي تصدر أصواتا بألحان جميلة
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي أكتوبر 29, 2020, 9:52 م 409 مشاهدات 0
بدأت دغدغة المشاعر وبدأ ظهور أبطال الورق الذين كانت أصواتهم خافتة طوال المجلس السابق، فأصبحوا يسبحون في مخيلتهم وأوهامهم وأحلامهم الوردية التي يرغبون كالعادة في تطبيقها في حملاتهم الانتخابية لكسب الأصوات واللعب على وتر العنصرية والطائفية والفئوية والقبلية وغيرها من الوسائل الأخرى التي تستهدف صناديق الاقتراع، لتتحول إلى أوراق اقتراع لصالحهم، وهم يرددون شعار الوطنية ويتسابقون في تصريحاتهم حول القضايا الشعبية وتأييدهم لها لأنهم يعتقدون أن سياسة الضحك على الذقون ستستمر وأنهم سينجحون في استغفال بعض الناخبين الذين يخضعون لسيطرة بعض الأفكار التي تبدأ بمعاملة مخالفة أو وسائل تنفيع أخرى وغيرها من صور الاحتيال المختلفة.
إن المسؤولية الوطنية للاستمرار في وطن لا يزال يراهن على غد أجمل يجب أن تنطلق من مواطنيها الذين يجب أن يحذروا بعض الأبواق التي تصدر أصواتا بألحان جميلة لكنها في حقيقة الأمر تدس السم في العسل ممن يعملون ليل نهار لمصالحهم الخاصة، ولا يحملون همّ بلدهم بقدر التسابق للكسب غير المشروع، وعند الكشف عن سيرهم الذاتية سيعرف كل مواطن مخلص حقيقتهم، وسيتأكد من نواياهم.
إن المواطنة ليست كلمة نستأنس بترديدها ونتفاخر بها، لأن المسؤولية تحتم علينا جميعا أن نفوت الفرصة على هؤلاء والبحث عمن يمثلون إرادة الأمة بشكل حقيقي ويخشون على الكويت ويعملون من أجلها، ففي كل انتخابات نطرح العديد من الأسئلة أهمها من سيمثلني؟ ومن سيخشى على الكويت؟ ومن سيحمي حقوقنا؟ ومن سيقاتل من أجل دولة المؤسسات؟ ومن سيعيد هيبة القانون التي تذهب أدراج الرياح بسبب تمرير المخالفات؟ ومن سيتصدى لوزير مخالف دون أن يضع في حساباته أي مجاملات أو صفقات؟
أمام كل هذه الأسئلة يجب أن نفكر ونعيد حساباتنا بعيداً عن دغدغة المشاعر والمحسوبيات والمجاملات والقبلية والطائفية والعنصرية، فلا تلتفتوا لناخبين همهم فوز أحد أقربائهم أو أصدقائهم أو ممن باعوا ضمائرهم، ولا تلتفتوا لمفاتيح انتخابية تعمل جاهدة من أجل مرشح يتكسبون منه، ولا تلتفتوا لأبواق تعمل جاهدة لتشويه صور الوطنيين الحقيقيين الذين تخلوا عن كل شيء مقابل الحفاظ على وطن النهار.
الكويت اليوم بحاجة إلى كل مواطن شريف يضع لاءاته في وجه هؤلاء ويتصدى لهم ويكشف ألاعيبهم ويمنع انتشارهم، فهم مكشوفون بل لا يعرفون حتى مواد الدستور الكويتي ولا حقوق الشعب، ولا يعلمون ماذا تعني دولة المؤسسات؟ وإن هؤلاء لو خضعوا لاختبار يؤهلهم لخوض الانتخابات لوجدنا العديد منهم غير مؤهلين، وسيرسبون في أول دقيقة، والأسئلة ستكون صعبة عليهم والإجابة ستغيب عنهم لأن هذه هي حقيقتهم.
خلال الأيام القادمة سيبدأ التسابق لتجميل الصور وسيغرد المغردون، ولكن الحقيقة ستكون ثابتة والمعيار هو الوفاء لهذا الوطن.
تعليقات