داهم القحطاني: ترامب وبايدن وجهان لعملة واحدة ومن يراهن على وجه أحدهما فلن يقبض سوى «الفلس»
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني أكتوبر 25, 2020, 9:47 م 634 مشاهدات 0
خلال أقل من أسبوعين من الآن سيتحدد مَن الرئيس الأميركي الذي سيقود الولايات المتحدة الأميركية للسنوات الأربع المقبلة، فمن تفضِّل ككويتي أن يفوز.. دونالد ترامب الراديكالي اليميني المتطرّف الذي يعد بأنه سيوقف وحده التوغّل الإيراني والروسي في مياه الخليج العربي الدافئة مقابل أموال خليجية نازفة.. أم تفضِّل أن يفوز جو بايدن ذلك السياسي المخضرم الذي يتوقع أن يواصل نهج إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في عقد الصفقات المتبادلة مع الإيرانيين والروس، ولا عزاء للعرب ودول الخليج؟!
في رأيي، ربما تختلف طريقة ذبح الأموال الخليجية، فهناك ذبح لا رحمة فيه من قبل السيد ترامب، وهناك ذبح ناعم من قبل بايدن، لكن في الحالتين هناك سكاكين حادة تتطلب مواجهتها بخيارات صعبة.
وأنت أيها الخليجي المدهون بسمرة الشمس الحارقة لا يبدو أن تعاطفك مع الحزب الجمهوري أو الديموقراطي يعني شيئاً لشقر وشقروات أميركا من المتطرفين الذين لا يرون فيك سوى عدو افتراضي يجب سلبه الأموال والنفط كيلا يتحكم في مصير الولايات المتحدة الأميركية.
هكذا قالها ترامب صراحة ولمرات عديدة، وهكذا قالها أيضا بايدن لكن بطريقة مراوغة.
أميركا ــــ في النهاية ــــ تعمل ضمن سياسات راسخة لا تتغير بتغيُّر الحزب الحاكم، فقط لغة الخطاب تتبدل من أجل الاستهلاك الإعلامي.
لهذا كله، علينا كشعوب وكدول عربية، الانشغال بما نستطيع أن نفعله للتصدي لـ«يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، كيلا نكون غثاء سيل، ولا نكون مجرد ظاهرة صوتية، كما قال وزير دفاع الكيان الصهيونى موشي دايان ذات مرة.
يحصل أن تخوض معارك هامشية بسبب تفاصيل صغيرة مع إخوان تعيش معهم في بيت واحد، لكنها مهما طالت تبقى مجرد معارك صغيرة لا يمكن أن تخفي عن العيون ما قد يخطط له الآخرون من محاولات متواصلة للسيطرة على منزلكم إما بإيجاد موطئ قدم في الداخل، وإما التحكّم في المداخل.
لهذا، أشعر بالحزن وأنا أرى القوم يخلقون من الاختلافات البسيطة معارك طاحنة تتضاءل أمامها حروب داحس والغبراء، في حين تغيب عنهم، رغم وضوحها، تلك الخطط العلنية الجريئة التي تريد أن تلتهم دولنا وخيراتنا وثرواتنا.
الرهان على الخارج كان مفيداً في حقب تاريخية سابقة حين كان هناك تسابق من دول أقطاب على كسب تحالفات إقليمية، وقد استفادت المنطقة العربية من هذا التسابق في تطوير بناها التحتية والتصنيعية.
أما اليوم، فهذا التسابق اختفى بنمطه القديم، فقواعد اللعبة تغيّرت تماماً، والدول العظمى لم تعد تقدم الكثير، إن لم تقدم الدول المستهدفة ما هو أكثر.
لهذا كله، سيبدو ساذجاً كل من يراهن على فوز مرشح معيّن في الانتخابات الأميركية فالنتيجة واحدة، وتحقيق المصالح العربية أمر يجب أن يتم عبر اتباع سياسة مستقلة عن فكرة التحالفات، فاليوم لم تعد هناك تحالفات بالمعنى المتعارف عليه.
ترامب وبايدن وجهان لعملة واحدة، ومن يراهن على وجه أحدهما فلن يقبض سوى «الفلس».
تعليقات