‫مبارك الدويلة: مرحلة الربيع العربي وما أعقبها من انكشاف الوجه القبيح لبعض التيارات القومية والليبرالية واليسارية من هذه الثورات ساعد على فهم ما يجري اليوم في الساحتين العربية والخليجية‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 782 مشاهدات 0


مع بداية كل عهد جديد، نسمع أمنيات وآمالاً حول انتهاء الصراعات الداخلية بين بعض أبناء الأسرة الحاكمة، ونتمنى ألا تتبخر آمالنا ويعود هذا الصراع الى سابق عهده، لأن هذا الأمر قد يتسبب في إضعاف دور الأسرة في المجتمع. ولقد تعودنا في الكويت على معايشة انواع اخرى من الصراعات، ولعل أهمها ما يحدث بين القوى السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلافات وصلت الى التخوين، وأحياناً الى المطالبة بإنهاء الوجود او بقمع الطرف الآخر وتقييد حريته! وهذا ما يحصل خاصة من الاقلام والمواقف الليبرالية في صراعها مع ما يسمى تيار الاسلام السياسي! حيث تكرر هذا الموقف المخزي لبعض هذه الاقلام، التي استخدمت كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، في هذا الصراع، الذي يكون أحياناً صراعاً من طرف واحد.

ان مرحلة الربيع العربي وما أعقبها من انكشاف الوجه القبيح لبعض التيارات القومية والليبرالية واليسارية من هذه الثورات، ساعد على فهم ما يجري اليوم في الساحتين العربية والخليجية، فها هي هذه التيارات التحررية نفسها تؤكد من جديد كفرها بالديموقراطية وإقصاء الرأي الآخر، وتستخدم الكذب والتلفيق لتشويه مواقف خصومها وخاصة التيار الاسلامي الوسطي، فتارةً يتهمونه بالارهاب ويربطونه بالمنظمات الارهابية الدولية، وتارة يتهمونه باستغلال العمل الخيري في تمويل حملاتهم الانتخابية، ووصل بهم الكذب الى اتهام هذا التيار الاسلامي بمشاكل وزارة التربية التي يعلم الكويتيون أنها منذ تأسيسها كانت تُدار من قبل رموزهم هم! ونظرة سريعة لأكبر الجرائم المالية والسياسية في تاريخ الكويت القديم والحديث تجد بعض رموزهم في طليعة المتهمين!

ان تخفيف الصراعات المحلية بين التيارات السياسية الكويتية ليس من مسؤولية العهد الجديد، بل مسؤولية القائمين على هذه التيارات، واذكر انني كتبت مقالاً قبل عدة سنوات أطالب فيه بميثاق وطني للعاملين في مجال الصحافة المحلية، ولم أجد الا الرفض والاستهزاء من بعض الخصوم لهذه الدعوة، التي ستتسبب في عرقلة بعض أهدافهم المرحلية في استغلال هذه المنابر الاعلامية لتصفية حساباتهم مع خصومهم!

اليوم وبعد أن أصبح أمن الكويت على المحك، والاخطار تحيط بها من كل جانب، كان لزاماً علينا أن ندق ناقوس الخطر، ونطالب بالمحافظة على اللحمة الداخلية للمجتمع، ونترفع في خلافاتنا عن سفاسف الامور، ونبتعد عن استخدام وسائل الضعفاء، ولنكن كباراً في خصومتنا، رجالا في خلافاتنا، أمناء في الحديث عن بعضنا، عندها ممكن أن نطالب العهد الجديد بمعالجة أوضاعهم الداخلية ليكون المجتمع الكويتي كالبنيان يشد بعضه بعضاً.

الانتخابات النيابية على الابواب، ومع صدور هذا العدد من القبس تكون الحملة الانتخابية قد بدأت، وعندها سنشاهد الضعيف يستخدم كل الوسائل غير المشروعة في مواجهة خصومه، وسنعرف سبب إجهاض العملية الانتخابية وتشويه صورة الديموقراطية!

تعليقات

اكتب تعليقك