د.تركي العازمي: العهد الجديد... عهد نود أن يشهد طفرة في مختلف الميادين طفرة تحقق المزيد من الحريات المسؤولة ويتم فيها اختيار «الأخيار» لقيادة مؤسسات الدولة
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أكتوبر 10, 2020, 10:39 م 751 مشاهدات 0
باركنا لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد على توليه مسند الإمارة ومقاليد الحكم، ونسأل الله أن يوفّق سموه ويسدد خطاه على درب الخير والصلاح للبلد والعباد.
واليوم نبارك لسمو الشيخ مشعل الأحمد على الثقة الأميرية، ومبايعة مجلس الأمة بتوليه ولاية العهد سائلين المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة.
إنه العهد الجديد... عهد نود أن يشهد طفرة في مختلف الميادين، طفرة تحقق المزيد من الحريات المسؤولة ويتم فيها اختيار «الأخيار» لقيادة مؤسسات الدولة.
لم تعد الظروف كما كانت من قبل، لا على مستوى التعليم، الصحة، الخدمات، الرؤية، الاقتصاد، فجميع ما يحيط مجالنا محلياً ودولياً، بات مختلفاً بعد جائحة كورونا وانكماش الاقتصاد وتدني سعر برميل النفط.
كنا في الأعوام الأخيرة نحذر من خطورة تجاهل اختيار الكفاءات والمستشارين «الصح»، والاعتماد على منهج المحاصصة وتبني العوامل المؤدية إلى ما يطلق عليه «القيادات الباراشوتية»... وهذه المحصلة واضحة للعيان ومنشورة عبر المؤشرات العالمية.
نعلم علم اليقين أن أي مرحلة تعتمد على تداعيات وشواهد معينة، تعتبر بمثابة اللبنة الأساس لصياغة خطة إستراتيجية إصلاحية، تنتشل البلد من التراجع إلى مستوى متقدم في كل المجالات.
شاركنا وزملاء لنا في صياغة كثير من المبادرات، التي عمل عليها أهل خبرة ومعرفة، بعيداً عن الأضواء ولا رغبة شخصية يتطلعون إليها... فالهدف ظل تطوعياً جماعياً احترافياً وضع لكل مشكلة حلولاً مقترحة.
وعُنْوِن المقال بـ «العهد الجديد» لسببين.
الأول: «جديد» من جهة القيادات، لأن الوضع يشير إلى دليل ثابت على فشل القيادات الحالية، وبالتالي فمنطقياً تستدعي المرحلة تغييرها.
والثاني: «الكادر الاستشاري» ومن ضمنه المجلس الأعلى للتخطيط، فالشاهد أن تراجع الكويت في معظم المؤشرات العالمية يؤكد ضعف مستوى المستشارين لدينا، وهذا يتطلب أيضا تغيير فلسفة اختيار المستشارين، فالمستشار في موقعه إنما هو ذلك الشخص الذي امتلك المعرفة، الرشد، الخبرة الطويلة ومشهود له بالنزاهة وحسن السيرة والسلوك.
وعهد جديد... يزيح آفة الواسطة التي دمرت ثقافتنا، وكانت وراء كل ما نعيشه من إخفاقات.
الزبدة: نعم، ومن قلب محب نريده عهداً جديداً... ومخطئ من يظن أن الإصلاح يأتي من القيادات والمستشارين الحاليين أنفسهم.
ومخطئ من يعتقد أن الجميع يبحث عن مصلحة شخصية، والدليل على ذلك تلك المبادرات التي قدمت تطوعياً بعيداً عن البهرجة الإعلامية.
فرجال الدولة «الصح» لا يسعون خلف المناصب، وكثير منهم زاهد في المناصب، فقط يريد أن يقدم الصالح للبلد والعباد.
رجال الدولة هم من تحتاجهم الكويت في المرحلة المقبلة، ليصبح قولاً وفعلاً «العهد الجديد»، الذي يلبي طموحات المواطن البسيط الذي ليس لديه واسطة ومحب ومخلص لوطنه: فهل يتحقق ذلك في المقبل من الأيام؟... الله المستعان.
تعليقات