مبارك الدويلة: الليبرالي بعد ثورات الربيع العربي كشف حقيقة كانت غائبة عن العامة وكان يظهر خلافها تمويهاً وخداعاً وهي ضيقه من الرأي الآخر ومطالبته بإقصاء خصومه
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة أكتوبر 7, 2020, 10:42 م 930 مشاهدات 0
الزميل بدر البحر متخصص وخبير في الاقتصاد الاسلامي، وكان متميزا بكتاباته المتخصصة في الشأن المحلي، وكان له أسلوب شيق في الطرح، بحيث ممكن أن تنتشر أفكاره انتشار النار في الهشيم، كما حدث مع طرحه لقضية الشهادات المزورة وغيرها.
اليوم زميلنا بدر ليس هو بدر الذي نعرف، فقد تأثر كثيراً بكتابات الليبراليين، وليته تأثر بأصحاب الفكر والمبدأ منهم، بل أخذ يكرر مغالطات بعضهم على التيارات الاسلامية، ويبدو أن الجيرة الصحافية لها تأثير، ولولا معرفتي الشخصية بمنطلقاته لقلت انه يسعى للشهرة، فاليوم اذا أردت أن ترضى عنك اليهود والنصارى فاكتب واشتم وتقوّل على الجماعات والتيارات الاسلامية، وأذكر هنا أحد المحامين حديثي التخرج الذي ظهر على قناة العربية يشتم في شخصي وفي فكري، فلما سأله صديق عن سبب ذلك وسلوك هذا المسلك المشين، قال: أنا وين يحصل لي أظهر على «العربية»؟
مقالة الاخ بدر الاخيرة مزعجة لي ليس لأنها مملوءة بالمغالطات والتحريض، أبداً فهذا الغث من الكتابات نقرأه كل يوم «من اللي يسوى واللي ما يسوى»، لكن الانزعاج لانها من شخص بدر البحر الكاتب الذي لم أتوقع أن ينزل لهذا المستوى من الخصومة لم تكن أصلاً موجودة فيه!
ومع أن مقالته تجميع لأفكار وردت في مقالات سابقة، فإن اعادة كتابتها دليل على الاصرار على الاساءة لقطاع من المجتمع كان بعض أصحابه يكنّ له محبّة وتقديرا، والأغرب أن يبدأ القصيدة بكفر!، حيث بدأ بتحريض سافر للحكومة لمعاداة أكبر تيار في البلد، بقوله: «على الدولة تجفيف ووقف تمويل خصومها الاحزاب الدينية، مستغربين من دولة تسمح لأحزاب غير مرخصة...».
الليبرالي بعد ثورات الربيع العربي كشف حقيقة كانت غائبة عن العامة، وكان يظهر خلافها تمويهاً وخداعاً، وهي ضيقه من الرأي الآخر ومطالبته بإقصاء خصومه، واليوم يأتي زميلنا العزيز ليكرر هذه الاسطوانة في أقبح صورها، وكان ينبغي أن يتّسع صدره للرأي الآخر، لكن الغريب أن يطالب بمنع عمل الاحزاب الدينية لأنها غير مرخصة ويسكت عن بقية التيارات الليبرالية والعلمانية والطائفية وما أكثرها.. مع انها كذلك غير مرخصة!
يستمر زميلنا العزيز في سرد مجموعة من الأباطيل المنقولة بالحرف من زملاء ليبراليين آخرين، كاتهامهم للتيار الاسلامي بالاشتراك في حكومة 1976 وموقف التيار من مؤتمر جدة وسيطرتهم على مرافق الدولة، وتمويل حملاتهم الانتخابية من أموال اللجان الخيرية، الى آخره من أباطيل مكررة بأسلوب «قص ولزق»، حتى نعته للإمام الشهيد حسن البنا بالساعاتي منسوخة من عبارة لزميل آخر يجاريه في هذا النوع من الكتابات المُلفّقة! وكم كنت أتمنى لو أن زميلنا ترفّع عن هذا الاسلوب الذي سئم منه القراء، ورددنا عليه في أكثر من مناسبة، لكن الظاهر ان العلة باطنية!
الانتخابات النيابية على الابواب، والناس يعرفون الصالح من الطالح، ويعرفون من يمثلهم ومن يُمثّل عليهم، واستغلال هذه الأجواء من الاعلام الفسيح والحرية النسبية لضرب الخصوم بالحق وبالباطل أمر لا نتمناه، حتى وصل الامر بأحد أعمدة الكتاب اليساريين أن يقول في مقالة له ان سبب تخلف الكويت هو أن الحكومة سلّمت البلد للتيار الديني الرجعي! ولو تسأله متى تم ذلك وكيف.. لسكت! وكاتب ليبرالي آخر يكرر الاتهام نفسه بشكل آخر، ويدّعي أن الحكومات السابقة سلّمت الاخوان المسلمين وزارة التربية! ولو تسأله كيف ذلك يقول لك جمعية المعلمين واتحاد الطلبة! تخلّف..!
تعليقات