داهم القحطاني: الأيام أثبتت مدى صدق الموقف الكويتي الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني والقائم على موقف صلب لا يتأثر بالضغوط السياسية
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني سبتمبر 23, 2020, 9:43 م 580 مشاهدات 0
قال الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، في مطلع التسعينيات من القرن الماضي إن الكويت ستكون آخر بلدٍ يطبع مع الكيان الصهيوني في سبيل التأكيد على رفض إقامة أي علاقات مع هذا الكيان الإجرامي المغتصب للأراضي العربية.
والتزمت دولة الكويت، شعبا وحكومات، بهذا التعهد طوال ثلاثة عقود رغم حجم التغيرات التي مرت في السياسات الدولية والإقليمية.
ومع ذلك نجد من يحاول أن يوحي، كذبا، بأن الكويت ستركب قطار التطبيع، وأنها لن تستطيع مقاومة الضغوط الأميركية، وهي بالطبع إيحاءات يائسة تصدر من أنفس مريضة لا تستطيع، أو ربما لا ترغب، التصديق بأن هناك بلدا عربيا لا يزال يستطيع أن يقول «لا» كبيرة لأي ضغط أميركي يريد من الدول العربية بيع هذه القضية المقدسة.
الإسرائيليون، أنفسهم، يقفون في حيرة من قدرة الكويت رغم صغرها على رفض أي محاولة للتطبيع معهم، فالحكومة واضحة في الرفض، والموقف الشعبي يقود حالة الرفض العربية لأي تطبيع مع كيانهم المغتصب.
حين نجح وفد برلماني كويتي بقيادة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في فضح آلة القتل الإسرائيلية خلال المؤتمر البرلماني الدولي الذي عقد عام 2017 في سانت بطرسبورغ بروسيا، وحين استطاع هذا الوفد طرد الوفد البرلماني الإسرائيلي من قاعة المؤتمر، وسط تصفيق الوفود المشاركة، انتبه العالم العربي حينها بأن الدول العربية ليست ضعيفة أمام الكيان الصهيوني، وأن قدرة دولة صغيرة الحجم كالكويت على مجابهة الضغوط الأميركية الداعية لتطبيع، بطعم الاستسلام، مع الكيان الصهيوني، يعني ذلك قدرة كل دولة عربية أخرى على الرفض.
حينها خرج بعض الصحافيين الصهاينة، الذين ليس لديهم أي تأثير في الكيان الصهيوني، منهم المدعو إيدي كوهين، ليقودوا حملة تشهير ضد الكويت تتضمن الإيحاء بأن الكويت ستطبع مع الكيان الصهيوني لا محالة.
لكن الأيام أثبتت مدى صدق الموقف الكويتي الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني والقائم على موقف صلب لا يتأثر بالضغوط السياسية.
وأثبتت الأيام أن حملات التشهير التي يقودها نكرات صهاينة، ككوهين وأمثاله من صهاينة عرب جدد، لم تثبت سوى شيءٍ واحد، وهو أن التفوق الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط، في ما يتعلّق بالديموقراطية والاقتصاد، ليس سوى وهم كبير، فالكيان الصهيوني يعيش دكتاتورية الأغلبية التي أتاحت لرئيس وزراء كبنيامين نتانياهو، أن يتهرب من محاكمة مستحقة منذ سنتين، والاقتصاد الإسرائيلي المتهاوي يحتاج للتطبيع مع المحيط العربي وبشكل عاجل، وإلا انهار هذا الاقتصاد الذي طالما افتخر صهاينة كثر بأنه قوي ولا يحتاج لأي دعم من الدول العربية، التي طالما وصفوها بالمتخلفة اقتصاديا.
للصهاينة... الصهاينة... نقول: إننا في الكويت لا نريد التطبيع معكم لأسباب لم تتغير منذ صدور مرسوم الحرب الدفاعية مع كيانكم المغتصب عام 1967، فلماذا لا تحفظون كرامتكم وتتوقفون عن الإيحاء بأن لدينا رغبة في الكويت في إقامة علاقات مع كيان مغتصب يحاصر الشعب الفلسطيني بالجدران، ويقوم بشكل ممنهج بتجويع وسجن الملايين من الفلسطينيين في قطاع غزة، وفِي الضفة الغربية المحتلة؟
وللصهاينة العرب نقول: إننا لن نخوض أي معركة معكم، فهذا شرف لن نمنحكم إياه، فإن أردتم الترويج لكائن صهيوني مغتصب، فافعلوا ذلك بعيدا عن الكويت، ورفض الكويت في حقيقته مبدئي وغير موجه ضد دولة عربية بعينها، فالكويت لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكنها لا تقبل مطلقا أن يتم جرها لمعسكر التطبيع عبر حملات تشويه تافهة تصدر ممن لا يعرف حقيقة الكويت كبلد قام على المبادئ، واستمر منذ النشأة على ذلك، ولم يحد عن ذلك رغم محاولات مسحه من على الخريطة.
تعليقات