د.تركي العازمي: كيف نسمح بالنميمة والحسد والكبر والظلم والبغضاء والسفاهة؟ كيف لنا لا نحمد الله ونتوجه إليه بالدعاء وهو الذي عافى سيدنا أيوب بعد أن ابتلاه ؟
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي سبتمبر 20, 2020, 10:38 م 946 مشاهدات 0
لم أعلم عن مرضه إلا عبر مقال كتبه يثني فيه على الكادر الطبي للعاملين في مستشفى مكي جمعة، وكيف أنهم يتعاملون معه ومع غيره وكأنهم أفراد أسرة واحدة... إنه الجانب النفسي يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي، ولهذا يطلق عليها «رعاية صحية».
إنه الزميل والأخ الكاتب الصحافي في جريدة «الأنباء» ذعار الرشيدي، الذي دامت معرفتي به منذ عقود مضت.
كنت عندما أغضب يبتسم وعندما أتحدث معه ينصت، وحينما يخاطبني أو يكتب تجدني أتتبع كل مفردة يتفوه بها أو يسقطها على الورق.
كان لنا موقف من قانون الإعلام الإلكتروني، وله مواقف عدة معي منذ عقود مضت ولا مجال لسردها.
توفي والده وهو يرقد في المستشفى، ولم يحقق حلم والده في الرحلة إلى حائل.
وفي مساء الجمعة الماضية أخبرت أخي الحبيب مبارك الحجيلان عنه، ودار حديث عنه ذو شجون تبعه تسجيل أرسلته لذعار شافاه الله وعافاه.
إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وهنا الرسالة أوجهها لمعشر القراء حول المرض وتداعياته بما فيه مرض السرطان.
العامل النفسي وقوة الإيمان مهمان جداً عند وقوع الابتلاء بالمرض، أو أي أمر آخر سواء كان محزناً أو سعيداً... فالحمد لله والشكر له على ما قدره لك، والتوجه بالدعاء والصدقة يشفيك ولا تحزن وبالشكر تدوم النعم.
ومن عافاه الله في بدنه فليحمد الله ويشكره على نعمه... ولهذا فعيادة المريض فيها عبر لكل مؤمن.
الشاهد أن الإنسان مخلوق ضعيف وتركيبته البيولوجية معرضة للخل، حتى وإن كان ألماً في ضرس.
قد تفهم الأحداث من حولك، وقد تأخذك العزة بالإثم، وقد تتعالى وتتكبر أو تتواضع فيرفع الله قدرك... فالخيار لك.
افهم بارك الله فيك ولك إنك ستموت عاجلاً أم آجلاً، و«كل نفس ذائقة الموت»... فلمَ المكابرة، ولمَ نحن حسب المشاهدات «نشوف هذا مريض» و«ذاك قد طغى وتكبر وبطش وأوقع الضرر على الغير» و«مجموعة تسير ولا تتعلم من الأحداث» هذا غير أشخاص نحملهم على الأكتاف لحفرة قبر ولا نتعظ؟
ما بعد ضيق إلا فرج من الله لمن تسلح بالقواعد الآلهية، وتوجه لرب يعلم عن سرائرنا وما نخفيه... فكيف لنا لا نحمد الله ونشكره على نعمه وحتى الابتلاء.
كيف نسمح بالنميمة والحسد والكبر والظلم والبغضاء والسفاهة؟ كيف لنا لا نحمد الله ونتوجه إليه بالدعاء، وهو الذي عافى سيدنا أيوب بعد أن ابتلاه ؟
الدروس تعرض أمامنا ولا نتعلم... فكم من العمر سنعيشه؟
الزبدة:
اللهم اشفِ أخي ذعار وجميع مرضى المسلمين شفاءً ليس بعده سقم، اللهم احرسه بعينك التي لا تنام، واكفه بركنك الذي لا يرام واكلأه في الليل والنهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجاؤه، يا كاشف الهم، يا مفرج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرين.
ادعوا له ولجميع مرضى المسلمين بالشفاء وداووا مرضاكم بالصدقة... الله المستعان.
تعليقات