عبدالمحسن جمال:اساليب صدام مازالت تعيش في اذهان البعض

زاوية الكتاب

كتب 523 مشاهدات 0


بقايا أزلام صدام غزو الكويت كان فاجعة بكل المقاييس العربية منها والعالمية، وكان انتهاكا لحرمة الجار وحقوق الانسان وتعديا على انسانية المواطن وحقوقه.. هكذا اراده صدام حسين وحكمه المقبور، فجاسوا خلال الديار، يقتلون الشباب الكويتي، ويعتقلونه ويأسرون الرجال والنساء والاطفال، وانتهكوا البيوت الآمنة واعتقلوا الشباب بلا سبب، وكان المواطن الداخل الى المخفر مفقودا والخارج منه مولودا.. كل هذا الارهاب لم يخف شباب الكويت ولم يزعجهم، بل خلق فيهم روح الفداء والتضحية والدفاع عن الوطن، فرفع الكويتيون شعار الشرعية الدستورية، ورفعوا علم الكويت عاليا وصور سمو الأمير وولي العهد.. من هؤلاء الشباب الذين كانوا صغارا يومها. ولكنهم سجلوا بعيونهم البريئة وفكرهم النامي كل مشاهد هذه التضحيات الشابان بشار حسن الصايغ، وجاسم القامس، فاحتضنا حب الكويت وتشربا الاخلاص لوطنهما الى ان جاء التحرير، وانهزم الغازي وخرج يجر ذيول الخيبة. نما بشار وجاسم وبقية شباب الكويت على نسيم الحرية والفخر والاعتزاز بالكويت الدستورية التي سمحت لهم بحق الرأي والتعبير وعلمتهم الجرأة على قول الحق واتخاذ الموقف السياسي الذي يريدونه ثم اصبحوا كغيرهم من شباب 'العالم' كله يستخدمون الوسائل التكنولوجية الحديثة فأصبح لكل شاب في العالم تقريبا مدونة يكتب فيها ما يشاء ليس عليه رقيب الا ضميره وحب وطنه.. وكان بشار أحد شباب هذا العالم وكذلك جاسم. وغيرهما من ابنائنا الكويتيين وبناتنا. واصبحوا مثالا للشباب الكويتي المحب لوطنه ولاميره ولدستوره ولشعبه. فكانوا يسطرون بأناملهم حب الكويت بفخر واعتزاز، ويكتبون عن الكويت بكل كبرياء يحسدون عليه لما يملكون من فكر ناضج ورأي حر ووطنية صادقة.. ولكننا فوجئنا ان اساليب صدام حسين ونظامه العفن مازالت تعشش في اذهان البعض، ومازال البعض يتعامل مع شباب الكويت المثقف باطلاق كلابه وتعصيب العيون وكأننا وسط ارهاب التكفيريين في العراق، أو في سجن غوانتانامو، ويتمادى باطلاق الفاظ نابية وكأننا في سجن ابوغريب ناهيك عن 'الصفعات' والعصي وانواع التعذيب بحجة ان شباب الكويت ضد 'دستورهم' وضد 'قياداتهم'. فوجئ بشار وجاسم اللذان تعيش الكويت واهلها وحبهم في وجدانهما ان 'البعض' والذين لا نعرفهم يتهمونهما باهانة بلدهما وقياداتهما! لو كان بشار وجاسم من ابناء الاسرة الحاكمة لما تجرأ امن الدولة على القبض عليهما بهذه الطريقة المستنكرة، وهناك شواهد لا داعي لذكرها.. بشار وجاسم كان يكفي الاتصال بهما تلفونيا وباسلوب راق ومن خلال الحس الكويتي ليأتيا بأنفسهما الى امن الدولة فيحقق معهما ليوضحا ان التكنولوجيا الحديثة التي لا يعرفها اولئك لا تمنع اقتحام المدونات.. ولكن صاحب المدونة يمكن ان يحذف كل طارئ عليها او اي رسالة الكترونية لا يرغب بها، وهذا ما فعله بشار بعد 10 دقائق من وصول تلك الرسالة التي عرف عنها امن الدولة في هذه الدقائق العشر. بشار وجاسم اكثر اخلاصا للكويت وحبا لأميرها من اولئك الذين شوهوا سمعة الكويت واسلوب التعامل الراقي باستخدام اساليب تذكرنا بأزلام صدام واساليبهم المقبورة التي لم تخوف شباب الكويت بل تصدوا لهم في مقاومة وطنية مازال العالم يتذكرها ويتذكر قول الرئىس الفرنسي السابق ميتران ان الكويت لم يخرج منها خائن واحد. لذا فاننا نستغرب ما هي الرسالة التي يريد امن الدولة ايصالها الى شباب الكويت وما هي الرسالة 'المشوهة' التي يوصلها الى العالم. شباب الكويت الذي لم تخفه اساليب صدام لن تخيفه اساليبه وهو يعيش في وطنه آمنا بين اهله ومع وجود دستوره ومجلس امته.. وهنا على مجلس الامة ان يفتح تحقيقا حول الاسلوب الذي استخدم في القبض على الشابين الكويتيين بشار وجاسم ويحاسب كل من انتهك القوانين وحقوق الانسان لنرسل رسالة 'تصحيحية' الى العالم ان الكويت مازالت بلد امن وامان وحرية وحقوق انسان، وان شعبها محب لدستوره وأميره مع ان البعض يريد ان يقول للعالم ان شباب الكويت غير ذلك! وقلوبنا وعواطفنا مع بشار وجاسم واهلهما ومع سمعة الكويت.. عبدالمحسن جمال
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك