علي البداح: لم يعد الوضع يقبل نائب الخدمات أو النائب الصامت ولا النائب المتفوه دون تشريع يفيد البلد والبشر فمن يتقدم للانتخابات وفي باله قصص فساد بعض النواب الآخرين وكيف أفادوا واستفادوا فليراجع نفسه
زاوية الكتابكتب علي البداح سبتمبر 16, 2020, 10:01 م 591 مشاهدات 0
لم يعد الوضع يقبل نائب الخدمات أو النائب الصامت، ولا النائب المتفوه دون تشريع يفيد البلد والبشر، فمن يتقدم للانتخابات وفي باله قصص فساد بعض النواب الآخرين وكيف أفادوا واستفادوا فليراجع نفسه، لأن فترة الرخاء والارتخاء والمال السياسي الفائض انتهت.
المرحلة القادمة من حياة الكويت هي الأخطر والأشد والأصعب على كل الصعد والمستويات، فهناك ضغوط هائلة للتطبيع مع الكيان الصهيوني تحتاج إلى مواجهة قوية، وهناك مصاعب مالية واقتصادية تريد حلولاً غير شعبية، وتتطلب موقفا حاسما في تطهير البلاد من الفساد، وهناك تركة سيئة من خدمات سيئة تحتاج إلى تصحيح.
وهناك حاجة لخطة تنمية حقيقية فاعلة تحتاج إلى قوة عمل ماهرة ورؤية متقدمة لمستقبل الكويت، وهناك تركيبة سكانية تلاعب بها المفسدون وعديمو الضمير حتى امتلأت الكويت بكثير من العاطلين والعمالة الهامشية غير الفاعلة تحتاج الى خطة لتأهيل الكويتيين وتزويدهم بالعلم والمهارات الفنية للإحلال واستبدال العمالة الهامشية بالتكنولوجيا والأدوات الحديثة سواء في البيوت أو الأعمال.
وفوق هذا وذاك هناك حاجة لإحقاق الحق، وتعديل ميزان العدالة والمساواة، يحتاج إلى اختيار الأفضل والأكفأ وتطوير نظم التعليم والإدارة العامة والخاصة بما يكفل نمو عمالة قادرة ومؤهلة وأمينة على البلاد والعباد.
لذلك لا بد أن يدرك المرشحون أنهم ليسوا أمام مجلس للاستفادة والإفادة لهم أو لناخبيهم، وأن أمامهم قضايا مصيرية لا بد أن يكونوا مستعدين لها قبل إعلان ترشحهم، ويجب على المرشح أن يقرأ المشهد السياسي والاقتصادي والمالي وتجارب الأمم في مواجهة مثل هذه الظروف، وأن يكون مستعداً للمواجهة، ومحصنا بالعلم والخبرة لحفظ الكويت والارتقاء بها.
لم يعد الوضع يقبل نائب الخدمات أو النائب الصامت، ولا النائب المتفوه دون تشريع يفيد البلد والبشر، فمن يتقدم للانتخابات وفي باله قصص فساد بعض النواب الآخرين وكيف أفادوا واستفادوا فليراجع نفسه، لأن فترة الرخاء والارتخاء والمال السياسي الفائض انتهت.
الناس وصل بها الغضب والقهر إلى القمة، ولن تستحمل نائبا فاسدا مرة أخرى، كما لن تستحمل نائبا سلبيا سواء كان صارخا أو نائما ما لم يقدم شيئا للأمة والإصلاح، ومن جاء بقصد الوجاهة وتقديم الخدمات لناخبيه فإنه سيخذل نفسه ويخذل ناخبيه، ويكون قد أضاع على البلد مرشحا أفضل منه.
انتهى وقت اللعب خصوصا بعد أن انكشفت بعض رؤوس الفساد وستنكشف بقيتها، ولم يعد للاعب الفاسد الأهمية ذاتها ولا الداعم له.
المطلوب مجلس جاد، وعلى شباب الكويت المؤهلين الجادين أن يتقدموا وأمامهم كل القضايا المذكورة وغيرها، وأن يتقدموا ومعهم خطة إصلاح ناقشوها مع ناخبيهم، ومع الرأي العام الكويتي تكون رفعة الكويت وحريتها وسمعتها وتطورها هي الأساس.
تعليقات