مبارك الدويلة: عندما يكون المتهم بالجرم رجل أمن أو شيخاً وُلد شيخ وأن حاميها أحياناً يكون حراميها فالخلل كبير والشق عود!
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة سبتمبر 14, 2020, 10:51 م 997 مشاهدات 0
عندما يشعر المواطن أن الحكومة عاجزة عن تنفيذ برنامجها، وعندما يشعر المواطن أن أداء مجلس الأمة لا يعبر عن إرادة الأمة، وعندما يشعر أن برامج النخب السياسية والمثقفة وأولوياتها لا تتناسب مع الواقع الذي تعيشه.. عند ذلك يقول بكل حسرة إن «الشق عود»؛ يعني الخراب كبير!
عندما يكون المتهم بالجرم رجل أمن، أو شيخاً وُلد شيخ، وأن حاميها أحياناً يكون حراميها، فالخلل كبير والشق عود! وعندما يشارك العديد من نواب الأمة في كسر القانون ويجاهرون بمخالفته ويتفاخرون بنتائج هذه المخالفات، فاعلم أن «الشق عود»!
عندما نشاهد الشعب يختار الكثير من ممثليه في مجلس الأمة من خلال «التشاوريات»، ثم نفاجأ بأنه أعاد اختيار نائب لم يتكلم طوال السنوات الأربع ولم يتميز بموقف وطني يُشهد له، وعندما يقف أحد من تم اختياره لتمثيل الناس فيقول في خطاب الفوز إن من أولوياته إذا وصل إلى الكرسي الأخضر أن يزيد عدد السكرتارية من 15 سكرتيراً للنائب الواحد إلى 30 سكرتيراً، عندها نتأكد أن «الشق فعلاً عوووووود»!
عندما يكون المصلحون ورموز العمل الوطني مهجرين في الشتات، بينما أرباب الفساد يصولون ويجولون في أروقة الوزارات ومكاتب المسؤولين يتابعون مناقصاتهم، عندها ندرك كيف أن الشق عود!
لذلك إذا أردنا الإصلاح وتجاوز هذا الواقع السيئ، فعلينا أن نحسن اختيار من يمثلنا، وهذا لن يتحقق إلا إذا تمكنا من توعية المجتمع بأهمية حسن الاختيار، بعيداً عن الطائفية والحس القبلي والنفس العنصري الفئوي!
اليوم يتجه البعض للبحث عن مصلحته الشخصية في اختيار من يمثله بغض النظر عن مصلحة الوطن بحجة أن من تم اختياره في السابق لم ينفعنا بل نفع نفسه، وهنا مكمن الخطر، فعندما يفقد الناس ثقتهم بالمصلحين لن يكون أمامهم إلا اختيار المفسدين! لذلك على القوى السياسية أن تصلح نفسها أولاً وتصلح علاقاتها مع مثيلاتها ثانياً إن كنا نريد استعادة ثقة المواطن! ففي كل حملة انتخابية تتفرغ هذه القوى لضرب القوى الأخرى فيضعف الجميع ويحل محلهم خصومهم من أرباب الفساد ومنتجيه!
ومع الأسف الشديد أن بعض هذه القوى يتفرغ في موسم الانتخابات لضرب الحركة الدستورية الإسلامية لشعوره بأنها المؤهلة للنجاح أكثر من غيرها، فتجد كتَّابَهم ينبشون في الأحداث القديمة ويعيدون نشر التهم المعلبة للتيار الإسلامي الذي كسب احترام الناس بوسطيته، حتى إنهم إن لم يجدوا ما يتهمونهم فيه لجأوا إلى الدول الأخرى ليبحثوا في أحداث الأربعينيات والخمسينيات عن غايتهم! بل وصل الأمر بهم إلى تشويه العمل الخيري الكويتي وهي الصفحة الناصعة للكويت بحجة أن من يديره توجهات محسوبة على «حدس» أو قريبة منها!
اليوم مطلوب من القوى السياسية أن تحدد أولويات مشتركة يتم التوافق عليها أمام الملأ، وتتعهد بالسعي لإنجازها، وتطرح مرشحيها من الشخصيات النزيهة ذات التاريخ النظيف، وتبتعد عن إثارة معارك وهمية تصعد من خلالها إلى الواجهة، هكذا وإلا فالبدائل سيئة والنتائج كارثية لأن «الشق فعلاً عووووود»!
تعليقات