د.عيسى العميري: في تقديرنا أن استجواب رئيس الوزراء والمزمع تقديمه قريباً توقيته خاطئ وبعيداً كل البعد عن الأجواء الحالية التي تشهدها البلاد من عدم استقرار الأوضاع
زاوية الكتابكتب د. عيسى العميري سبتمبر 13, 2020, 10:44 م 765 مشاهدات 0
في تقديرنا أن استجواب رئيس الوزراء - والمزمع تقديمه قريباً - توقيته خاطئ، وبعيداً كل البعد عن الأجواء الحالية، التي تشهدها البلاد من عدم استقرار الأوضاع، وأزمة الكورونا، ووجود حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه للعلاج في الخارج!
وبالتالي فإن كل الظروف التي أوردناها غير مواتية لإقامة هذا الاستجواب، الذي يُستشف منه بأنه دعاية وتكسب انتخابي في ظل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وتسجيل مواقف لا قيمة لها في تقديرنا... فكان من الأجدر عدم إدخال البلاد ومجلس الأمة في استجواب ليس وقته الآن، ولا يخدم المصلحة العامة.
ومن ناحية أخرى، فإن هناك إنجازات غير مسبوقة تحسب لرئيس الوزراء، أهمها إشادة سمو أمير البلاد بأدائه المتميز في إدارة البلاد، ويجب ألاّ ننسى أنه تم في عهده، العديد من الأمور البالغة الأهمية في تاريخ البلاد، ومنها إحالة الكثير من قضايا الفساد في البلاد إلى القضاء، مثل قضية الاتجار بالبشر على يد النائب البنغالي، وقضية الضيافة، وغسل الأموال.
كما أن جهود رئيس الحكومة في محاربة الفساد والمفسدين، أثمرت تحويل ملفاتهم إلى النيابة العامة، مثل إحالته لعدد من الموظفين في التأمينات الاجتماعية في بلاغ، إلى هيئة مكافحة الفساد، لاستثمارهم في أسهم إحدى شركات الطيران المحلية، بالإضافة إلى حرصه على استرداد ما يقارب 7 مليارات من مؤسسة البترول إلى الخزانة العامة للدولة، والتحقيق في فواتير احتفالية الخطوط الكويتية!
وبعيداً عن كل تلك المعطيات نجد أن رئيس الوزراء دعم وبقوة كبيرة جهود وزير المالية التي قام بها في الفترة الماضية، وهي جهود نثني عليها في كل وقت وكل حين، وتضعه في خانة المؤتمنين على مصلحة البلاد والعباد، وما يجب أن يسجل لرئيس الوزراء هو مساهمته الفعالة والبناءة في اكتشافه 10 حالات فساد في وقت قياسي، مقارنة بالفترة التي تولى فيها زمام المسؤولية، باختصار إنه الرجل المناسب في المكان المناسب.
ومن ثم نقول إن هذا الاستجواب لا يحقق الفائدة المرجوة للمواطن وقضايا المجتمع، وبالتالي فإننا نصل إلى أن الشخصانية والتكسبات الانتخابية التي يمارسها بعض النواب الأفاضل، يتعين ألا تكون في هذا الوقت، وحتى في أي وقت آخر لأنها لا تخدم المصلحة العامة، رغم أننا لا ننكر حق النائب الدستوري في هذا الصدد، فيجب أن تنصرف الجهود لأمور أكثر أهمية، خصوصاً إذا ما كانت بعض الاستجوابات تفتقد الواقعية، وفي كثير من الأحيان تفتقد المصداقية، وفق الظروف التي تمر بها البلاد والعالم... نسأل الله أن يزيل الوباء والبلاء عن العباد. والله الموفق.
تعليقات