محمد الرويحل: ستعود حليمة لعادتها القديمة وستكون القبيلة والطائفة والعائلة شعارات المرشحين وسيلجأ الناخب للطريقة نفسها التي اختار بها ممثليه متغافلاً عن حالة الفساد المدمرة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2020, 11:01 م 866 مشاهدات 0
مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة لعضوية مجلس الأمة بدأنا نشاهد السباق المحموم للمرشحين لعضوية المجلس، ورغم الإحباط والتذمر والسخط من قبل الناخبين على نواب المجلس الحالي فإنهم سيخوضون الانتخابات القادمة بكل ثقة وثبات من قواعدهم الانتخابية، وكأن حالة الغضب العارمة من قبل الناخبين على أدائهم مجرد فقاعة صابون.
الكارثة التي نشاهدها مع قرب الانتخابات أن جميع المرشحين للانتخابات القادمة سواء كانوا نوابا حاليين أو مرشحين جددا يطرحون الطرح ذاته، من القضايا كالتعليم والإسكان والتوظيف والصحة دون رؤية أو برنامج لحل تلك القضايا، بل أصبح طرحها وبسبب الصوت الواحد يقتصر على أبناء القبيلة والطائفة، وكأن تلك القضايا أصبحت تخص فئة أو شريحة بعينها لا قضية عامة.
أصبحت شعارات المرشحين خاصة لا تتعدى دائرة القبيلة والطائفة والفئة، وهنا يكمن الخطر الحقيقي الذي تتجاهله السلطة والذي فرضه النظام الانتخابي، فالمرشح أصبح همه قبيلته أو طائفته أو عائلته لكي يصل الأمر الذي جعل نواب هذا المجلس لا يكترثون للمصلحة العامة ولا الدستور الذي حدد الرقابة والمحاسبة والتشريع لهم ليقتصر دورهم في تمرير معاملات ناخبيهم مقابل إرضاء السلطة التي تمرر تلك المعاملات. ولكن السؤالين المهمين اللذين يجب على الناخب البحث عن إجابتهما هما: ماذا فعل لكم هذا المجلس طيلة مدته سوى إيصالكم لحالة غضب وسخط غير مسبوقة؟ وما الذي يمكن أن يفعله الجدد ممن يحملون الشعارات والقضايا ذاتها دون حلول لها؟
باعتقادي أن السلطة نجحت بوضع الناخب في دائرة القبيلة والطائفة والعائلة التي لا يمكن له الخروج منها، لذلك لن يكون المجلس القادم أفضل من نظيره الحالي إن لم يكن أسوأ.
يعني بالعربي المشرمح:
ستعود حليمة لعادتها القديمة، وستكون القبيلة والطائفة والعائلة شعارات المرشحين وسيلجأ الناخب للطريقة نفسها التي اختار بها ممثليه، متغافلاً عن حالة الفساد المدمرة التي شاهدناها ومتناسياً غضبه وسخطه عن أداء نوابه، ومتجاهلاً مصلحة وطنه ومستقبل أبنائه.
تعليقات