مبارك الدويلة: حان الوقت لعمل وطني مشترك في الحملة الانتخابية القادمة ووجود قيادة حكومية واعية لديها رغبة في الإصلاح قد يساهم كل ذلك في التغيير نحو الأفضل
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة سبتمبر 8, 2020, 10:56 م 500 مشاهدات 0
يتداوَل هذه الأيام الحديث عن أهمية وجود قائمة وطنية للانتخابات البرلمانية القادمة من شخصيات لا تنتمي إلى أي تيار سياسي ومشهود لها بالوطنية وسلامة السيرة ونظافة اليد! وقد تم ترشيح عدد من الأسماء لهذه القائمة وما زالت بورصة الأسماء تستوعب المزيد!
وفكرة قائمة وطنية أو قائمة موحدة كانت مطروحة في السابق، لكنها تعثرت لأسباب كثيرة، حيث إرضاء الناس غاية لا تدرك، واليوم في وجود الصوت الواحد قد يكون الوضع أصعب لأمور لا تخفى على الكثير، حيث إننا إذا أردنا إلغاء الأصوات الانتخابية الموجهة مسبقاً، فلن يتوافر لدينا العدد المطلوب للنجاح لأفراد هذه القائمة المستقلة! فمثلاً، تشاوريات القبائل ومؤيدو التيارات السياسية وأتباع الطوائف وأبناء العوائل كل هؤلاء لا بد من إخراجهم من حسبة القائمة الوطنية، ناهيك عن الأصوات الموجهة من الماكينة الإعلامية الحكومية ومن أتباع المال السياسي ونواب الخدمات، عندها ستجد القائمة الوطنية نفسها في مواجهة الجميع ما لم تعد ترتيب أوراقها وخطابها السياسي، وهنا ستكون قد بدأت أول خطوة في طريق الأدلجة والانتماء ويكون حالها حال غيرها!
إذن ما الحل؟!
الحل في ظني أن تقوم القوى السياسية والفعاليات المستقلة من أصحاب الفكر الوطني بتوجيه خطاب سياسي واحد يوجه العامة إلى حسن الاختيار ويحارب ويعري ويكشف زيف من خرب الممارسة الديموقراطية، وتسبب في تراجع تنمية البلد وتطوره واستغل منصبه للتنفيع! وأن يتفقوا ويتعاهدوا علناً على مبادئ ثلاثة لا رابع لها، يحرصون على تمريرها في أول دور انعقاد، ولعل أهمها تغيير النظام الانتخابي ثم التوافق على بقية المبادئ!
ما لم يتم توجيه الناس بشكل سليم، فإن الآلة الإعلامية المقابلة ستكون قاسية على عملية الإصلاح والمصلحين، وإن نجحنا في توعية الناخبين وبيّنا لهم خطورة المجلس القادم وخطورة ما هو مُعَد له من قضايا، وبيّنا لهم أن مصيرهم ومصير أبنائهم مرتبط بحسن الاختيار، وإلا فالنتائج وخيمة وقد يكون هذا آخر مجلس أمة يمثل الشعب الكويتي!
أقول حان الوقت لعمل وطني مشترك في الحملة الانتخابية القادمة، ووجود قيادة حكومية واعية لديها رغبة في الإصلاح قد يساهم كل ذلك في التغيير نحو الأفضل، لكن إن تم اختيار نواب يمثلون مصالحهم أكثر من مصالح الشعب، فإن القاعدة المعروفة «كما تكونوا يولى عليكم» ستكون هي الحاضرة!
الانتخابات الفرعية
بعد ما شاهدناه قبل يومين من حماس منقطع بين بعض القبائل لعمل تصفيات بين مرشحيها تحت شعار القبيلة أولاً، أعتقد حان الوقت لعمل حوار وطني شامل لهذا النوع من التصفيات، وحيث إن الحكومة عاجزة أو بالأصح لا ترغب في الحد منها ولأن الآخرين عاجزون عن عمل شيء تجاهها، لذلك فلا بد من تعديل القانون، بحيث يكون تجاوزه أقل سوءاً وأثراً في ترسيخ السلبيات التي نشاهدها اليوم! فهل يبادر المعنيون بإعطاء تصور يهذب هذه الظاهرة بعد تحديد أسبابها ودوافعها؟!
تعليقات