‫د. تركي العازمي: الغالبية لا يجدون لأبنائهم التعليم الصحة المستوى المعيشي الكريم هذا غير الشوارع المتكسرة والخدمات السيئة وتبحثون عن مَن يحاسب رموز الفساد و«تتحلطمون بعد»... أي منطق تتحدثون عنه؟!‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 833 مشاهدات 0


هذا المقال موجه إلى الناخب الذي يخاف الله في وطنه... ويعرف ماذا تعني كلمة «نائب» ويعرف أنه مُقبل على اختيار مَن يمثله في الانتخابات المقبلة بين مرشحين «عد وخربط»!
منذ عقود مضت ونحن نعاني من عقدة مواصفات النائب، والتي بيّنت بعضها في المقال السابق «ما خلف الكواليس»!
لا تظن أنّ «الواسطة» أتت كعُرف من تلقاء نفسها، إنها أتت بتخطيط مسبق لتوهمك مع الأيام أنّ حاجتك لا يقضيها إلا نائب، وهي حق مكتسب لك دستورياً ومؤسساتياً، والعقلاء يعلمون أن المسؤولين عندهم حساسية من أي فرد، سواء نائب أو ناشط ينتقد أداءهم، وبالتالي تواجه كل طلباته بالرفض... وللعلم قضاء الحاجة يؤجر صاحبها عليها، ولا يجب أن تكون أساساً في الاختيار.
يريدونك أن تكون إمعة «مع الخيل يا شقرا»، وتذهب لتصوت لمن يعجبك ظاهره و«كلماته المنمقة» شعبياً، أما الجُمل الوطنية التي تعكس حسن ثقافة المرشح لنيل مهمة «النائب» فلن تجدها عنده.
ستجد «القهوة»... و«حياكم على العشاء» و«عانية» وتذكرة سفر وعلاج بالخارج ونقل معلم أو معلمة أو استثناء من هنا وهناك، وعقب النجاح فإن الجهاز مغلق أو... وكلكم تعرفون أنّ مَن يصرف ببذخ إنما أتى ليعوض ما خسره... هذا إن كان من حر ماله وعرق جبينه، وإن ما ترونه من ضياع وفساد إنما هو سببه اختيارنا للنواب.
كم من واحدٍ - نحن أنا وأنتم - وقع اختيارنا عليه وهو من محدودي الدخل... وفي الآخر ينتفخ رصيده ومواقفه مخزية.
الغالبية لا يجدون لأبنائهم التعليم، الصحة، المستوى المعيشي الكريم، هذا غير الشوارع المتكسرة والخدمات السيئة، وتبحثون عن مَن يحاسب رموز الفساد و«تتحلطمون بعد»... أي منطق تتحدثون عنه؟!
الحقبة المقبلة... إمّا انهيار كامل أو إصلاح جذري.
نحن أنا وأنتم مَن يحدد ماهية المرحلة المقبلة... كونوا على ثقة بهذا الأمر، فإن لم تغيّروا معايير اختياركم... فلن تجدوا ما يسرّكم في القادم من الأيام.
الزبدة:
أيها الناخب... لا تزعل أرجوك ولا «تتحامل عليّ» أو تتندر وتقول
«هذا مرشح سابق» أو «يتفلسف»!
ما ذكرته وما أكتبه هو خلاصة ثقافة اكتسبتها، وتعمقتُ في جوانبها، فصلاح أي مجتمع يبدأ من صلاح نواب البرلمان/ مجلس الأمة وكلكم قرأتم مقولة ونستون تشرشل: «إذا أردت أن تعرف أي شعب في العالم، فانظر إلى برلمانه ومَن يمثله فيه، وبعدها ستعرف أي الشعوب يستحق رمي الورود عليه أو ضربه بالأحذية (أجلّكم الله)».
نسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يزيل الغُمّة ويرفع عنّا الوباء والبلاء، ويلطف بحالنا ويهب لنا الصواب في الاختيار، وأن نجد رجال دولة ينقذون البلد قبل فوات الأوان... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك