طلال عبدالكريم العرب: كل رؤوس الفساد في الدنيا هم وزراء أو متنفذون ومسؤولون كبار أو نواب خانوا القسم بحفظ مصالح الشعب والأمة
زاوية الكتابكتب طلال عبد الكريم العرب أغسطس 26, 2020, 10:09 م 658 مشاهدات 0
هناك قصة متداولة ذات مغزى عن رجل دخل سوق السمك فوضع إصبعه على ذيل سمكة وضغطه ليتفحصها، فقال له البائع متهكما: إذا أردت أن تعرف فساد السمكة فافحص خياشيمها، فرد الرجل قائلا: أردت فقط أن أرى إذا ما وصل فساد السمكة إلى الذيل.
الفساد يبدأ من الأعلى، فهذه سنة الحياة، وينتشر إلى الأسفل، والدلائل على ذلك كثيرة، فكل رؤوس الفساد في الدنيا هم وزراء أو متنفذون ومسؤولون كبار، أو نواب خانوا القسم بحفظ مصالح الشعب والأمة؛ تراكمت ضدهم القضايا، وفاحت رائحة فسادهم التي تزكم الأنوف.
الفاسد يأتي بفاسدين يديرون له أعماله وسرقاته، هؤلاء الصغار يأتون بأصغر ليقوموا هم أيضا بإدارة مفاسدهم وهي سلسلة تتواصل من الأعلى إلى الأسفل، وهذا بالفعل ما نراه، وهذا بالفعل ما حصل في الكويت، فقد انتشر الفساد إلى حد يهدد بوجود البلد وأمنه، فالفاسد لن يتوانى عن بيع وطنه بعد أن باع شرفه، والحقيقة أن هناك مظاهر لافتة في الشارع وفي المؤسسات والشركات تثير الريبة والشكوك، وهناك أناس لم تمسهم بعد التحريات والمساءلات ظهرت عليهم مظاهر الثراء الفاحش.
سمو نائب الأمير، ولي العهد، أعلن رسميا في خطابه الحازم بأن آفة الفساد غزت بلادنا، ومحاربتها واجب شرعي ومسؤولية أخلاقية، وأعلن بما لا يدعو إلى الشك وبما كان اللغط يدور حوله، بأن لا إصلاح في ظل انحراف الأدوات الدستورية الرقابية، وهذا خطاب فصل وضعت فيه النقاط على الحروف.
سمو رئيس مجلس الوزراء، ومنذ بداية تسلمه منصبه القيادي وحتى الآن وهو يعيد ويكرر عزمه على محاربة الفساد والمفسدين وأن لا مهرب لهم من الجزاء العادل، وهو يحتاج في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد إلى مد يد العون له، ومساندته، وهذا العون لن يأتي إلا من أناس صالحين مصلحين، يمتلكون النزاهة والشجاعة لإنقاذ البلد من الدمار والتآكل، فما يحصل الآن ما هو إلا غزو للفساد لن يهزم إلا على أيدي أبنائه الشرفاء، فعليكم الاستعانة بالقوي الأمين.
قال الله تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ».
اللهم احفظ الله الكويت وشعبها وأسرة حكمها من مكر الفاسدين، «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
تعليقات