مبارك الدويلة: الناس صاروا يصبحون على أزمة ويمسون على أخرى ويتغدون فضيحة ويتعشون فضائح حتى أصبحنا نشاهد تصفية حسابات عيني عينك

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 718 مشاهدات 0


أزمة تلد أخرى

فضيحة تكشف عدة فضائح

هذا حال الكويت هذه الأيام، فبعد الاستجوابات العبثية التي تم تقديمها إلى وزير المالية وأضاعت وقت مجلس الأمة، تخرج علينا وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم بقصة جديدة تكشف وجهاً قبيحاً لبعض مما يجري في الكويت، ويا غافلين لكم الله!

والتزاماً بتوجيهات سمو نائب الأمير الذي طلب عدم الخوض في بعض هذه الأمور، سنركز الحديث عن أسباب هذه الظواهر والأزمات من دون الدخول في تفاصيلها.

لوحظ أن بعض أبناء الأسرة كان لهم دور البطولة في عدد من هذه الأزمات، ولعل شعور هذا البعض أنهم فوق القانون شجعهم على التمادي في لعب هذا الدور، ولولا أن الذي كشف فساد هذا البعض هو الشيخ ناصر صباح الأحمد لاستمروا في ممارسة هذا الدور من دون رادعٍ!

كما أن ضعف مجلس الأمة في ممارسة دوره الرقابي شجع هذا البعض على التمادي في غيهم ظناً منهم أنهم خارج سلطة القانون ومظلته!

مرت علينا سنوات يكون اختيار القياديين في الوزارات وفقاً للواسطة وتبادل المصالح، حتى نشأ عندنا جهاز إداري آخر شيء يفكر فيه هو الإصلاح وتطوير العمل الوزاري! وأصبح المسؤول في الوزارة يسدد ثمن منصبه طوال سنوات عمله، مما جعل الفساد يستشري في كل زوايا المؤسسات والهيئات الحكومية!

اليوم أثبتت التسريبات الأخيرة أن أهم جهاز أمني في البلد مخترق، وهذا بحد ذاته يؤكد أن الفساد وصل إلى العظم، وبدلاً من أن نبحث في إصلاح الوضع يتم تركيزنا على البحث عمن تسبب في هذه الفضيحة ونشرها بين الناس! وهنا مكمن الخلل!

الناس بدأوا يفقدون ثقتهم بالاصلاح، وبالحكومة، وبمجلس الامة، وبصحافة معظمها متلونة تكتب وتنشر وفقاً لمصالحها وليس وفقاً للمبدأ!

الناس صاروا يصبحون على أزمة ويمسون على أخرى، ويتغدون فضيحة ويتعشون فضائح، حتى أصبحنا نشاهد تصفية حسابات عيني عينك، وتكسير عظم بين بعض أبناء الأسرة الواحدة، لكن الذي نلاحظه جيداً أن مراكز القوى بدأت تتغير، والبعض انكشف عنه الغطاء والبعض الآخر بدأ يغير من دائرة ولائه!

والسؤال: أما لهذا الليل من آخر؟!

أعتقد أن دعم التوجهات الإصلاحية لرئيس الوزراء الحالي بداية الإصلاح، كما أن تطبيق القانون على القوي قبل الضعيف، والغني قبل الفقير، أكبر مؤشر على الجدية في التغيير للأفضل، وسبب لكسب دعم وتعاطف الشعب مع سلطته، وبما أننا على أبواب انتخابات جديدة، فلا شك أن حسن اختيار النواب والمشرعين سيكون مقياساً آخر للنجاح!

تعليقات

اكتب تعليقك