علي البغلي: حكومتنا الرشيدة الحالية التي تدعي ضيق اليد على ناس وناس مطنشة كل أصحاب المصالح التي اجبرتهم على إقفال مصالحهم اثناء اجتياح مرض كورونا للكويت
زاوية الكتابكتب علي البغلي أغسطس 16, 2020, 9:57 م 555 مشاهدات 0
عرفت حكومتنا الرشيدة على مر العقود والسنين بالكرم الحاتمي للأشقاء والمحتاجين ـ وغير المحتاجين ـ أي أولئك الذين قد تحتاج لهم يوماً، كما حصل، ولله الحمد، بعد الغزو الصدامي الغاشم، فقد وقفت بجانبنا أكثر من 50 دولة، مع استثناء بعض دول ومنظمات الجحود العربي، فمنذ أن فتحنا أعيننا على العالم كنا كشعب ندفع جزءاً من ثمن تذاكر دخولنا السينما للمجاهدين الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي.. ونتذكر كلنا الاستقبال الملوكي والشعبي للمجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، وهي دولة للأسف وقفت مع من احتلنا عام 90.. رئيس تحرير منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات لحم اكتافه من خيرنا، وأسس منظمته في منطقة الجابرية أمام الدوار والمخفر الآن، وكنا ندفع جزءاً من ثمن دخولنا للسينما لمنظمته، وتقطع جلد خدود زميلنا العزيز الوزير الأسبق عيسى المزيدي، الذي تخصص في استقبال ذلك الناكر للجميل بمطار الكويت، ليتبين بعدها أن الملايين التي دفعناها له حكومياً وشعبياً اشترى بها - كما نشر في وسائل الاعلام - شقة فاخـرة في اكشخ شارع في باريس Avenue foche! وعلى العكس من ذلك فأثناء الغزو تشردنا في بعض دول الخليج الشقيقة، فقاموا بإدخال أولادنا المدارس وطببونا في مستشفياتهم وأعطونا أكثر من ميزة نقدية وعينية، وكلما نطلب منهم دفع المقابل: يقولون لنا خيركم سابق علينا في الماضي.. وهكذا تعرف الرجال ومواقفها.. وهذا ليس بموضوعنا اليوم.
***
موضوعنا أن إحدى حكوماتنا الرشيدة اثناء اجتياح وباء انفلونزا الخنازير عام 2009.. عوضت 105 من أصحاب الحضانات الخاصة من 3000 إلى 40 ألف دينار لأمرها لهم بإقفال تلك الحضانات بسبب ذلك الوباء.. الآن حكومتنا الرشيدة الحالية التي تدعي ضيق اليد.. على ناس وناس، مطنشة كل أصحاب المصالح التي اجبرتهم على إقفال مصالحهم اثناء اجتياح مرض كورونا للكويت والعالم.. وتكاد أن تكون الكويت صحياً وطبياً بقيادة وزير صحتها الشيخ الشاب أكثر حكومات العالم تشدداً في فرض الحجر! الذي لم نر أمثاله لا في دول الخليج الشقيقة، ولا في أي دولة في العالم، مع أن معدل الاصابات بـcovid19 والوفيات هو كالمعتاد وأقل من المعتاد في مثل تلك الحالات!
الآن أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والحضانات الخاصة والحلاقين والخياطين وأفراد عشرات المهن، الذين أجبروا على الجلوس في منازلهم في فترات الحظر وغيرها يتعرضون وتعرض البعض منهم للإفلاس، لكن الرشيدة ببعض وزرائها من غير ذوي الخبرة والنظرة الإستراتيجية، لا حياة لمن تنادي؟!
لذلك نجد أنفسنا مضطرين لمقارنة أفعال حكومتنا الرشيدة أيام زمان، وهي أيام قرابتها للمغفور له رمز الكرم العربي حاتم الطائي.. وبخلها هذه الأيام عندما تبرأ منها الطائي، وتبناها الجاحظ مؤلف كتاب البخلاء؟!
تعليقات