مبارك المعوشرجي: الاستجوابات إذا كانت في الشهور الأخيرة من عمر مجلس الأمة لها منافع عدة لدى بعض النواب أولاها إرغام الحكومة على تمرير بعض المعاملات ناقصة الشروط ثم تعيينات لأشخاص في مناصب لا يستحقونها
زاوية الكتابكتب مبارك مزيد المعوشرجي أغسطس 15, 2020, 11:43 م 898 مشاهدات 0
«حضرتْ الاستجوابات وغابتْ الأولويات»... جملة صرّح بها النائب أسامة الشاهين، بعد خروجه من جلسة استجواب رياض العدساني لوزير المالية براك الشيتان، فقد نجح وزير المالية باقتدار في الرد على محاور الاستجواب وتجاوز طلب طرح الثقة برقم مريح، 32 نائباً جدّدوا الثقة به و12 طالبوا بطرح الثقة عنه، وغالبية هؤلاء ممَنْ يختلفون مع معالي الوزير بالتوجه السياسي عدا واحد وهو النائب سعود شويعر، والذي يطرح الثقة في وزير للمرة الأولى وله سؤال واحد لا غير لمعالي وزير الأشغال في مجلس 2016، بل و أحد الـ عضواً المطالبين بطرح الثقة بالوزير، عليه طلب رفع الحصانة في قضية فساد.
أما المزعج والمرعب ما قاله النائب الفاضل محمد هايف المطيري - الذي كان عضواً في لجنة تحقيق برلمانية سُميت (بلجنة النواب القبيضة) - بأن هناك أعضاء حاليين منهم في المجلس 2016، وأن في المجلس الحالي أيضاً مَنْ غيّروا أحكامهم بتغيير المستجوبين، وما إن انتهت جلسة الاستجواب للوزير براك الشيتان حتى انهالت طلبات الاستجواب، اثنان لسمو رئيس مجلس الوزراء صباح الخالد، الأول من النائب رياض العدساني تنفيذاً لتهديده باستجواب سمو رئيس مجلس الوزراء إذا تعدى براك الشيتان طرح الثقة به، وبالمحاور نفسها، والثاني من الدكتور عبدالكريم الكندري، واستجوابات آخرى لوزير التربية والتعليم العالي سعود الحربي... الأول من الدكتور عودة الرويعي وخليل أبل، والثاني من سعود شويعر، والثالث من فيصل الكندري، وآخر من النائب الحميدي السبيعي، أما الاستجواب الآخير فهو من العقيد النائب شعيب المويزري لمعالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح.
إن الاستجوابات - خصوصاً إذا كانت في الشهور الأخيرة من عمر مجلس الأمة - لها منافع عدة لدى بعض النواب أولاها إرغام الحكومة على تمرير بعض المعاملات ناقصة الشروط، ثم تعيينات لأشخاص في مناصب لا يستحقونها، ثم تمويل حملاتهم الانتخابية بما تيسر مقابل وقوفهم مع الحكومة في الاستجوابات الأخيرة، وإن في ذلك تكسباً سياسياً ومالياً ، أما قضية مصلحة الوطن وحماية مصالحه وسن القوانين العادلة، والتعاون الحقيقي بين السلطتين لإنجاح التجربة الديموقراطية في البلد، فهي عند هؤلاء تأتي في المركز الثاني.
تعليقات