طلال عبدالكريم العرب: الحقيقة أن لبنان بلد منكوب بأحزاب العديد منها عميلة وبنظامه السياسي الصنيع في غالبه وبفساد مستفحل بين زعماء وسياسيين معروضين للبيع

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 795 مشاهدات 0


نكب لبنان منذ استقلاله وحتى يوم الثلاثاء الرابع من أغسطس 2020، اليوم المشؤوم، اليوم الذي عرّى وكشف سوءات وجرائم من يسمون أنفسهم بمحور المقاومة.

لبنان لم يستقر يوما إلا ما ندر، فباسم الديموقراطية المصطنعة الصورية الهشة قامت أحزاب طائفية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، قامت ببيع مصير واستقرار واستقلال لبنان قطعة قطعة بصفقات مع عدة سفارات ودول جعلت من لبنان ساحة لتصفية حساباتها وصراعاتها مع الآخرين، كانت نتيجتها حرباً أهلية واجتياحا إسرائيليا واحتلالا سوريا أزهقت بسببها أرواح عشرات الآلاف وخسائر بمليارات الدولارات.

أما أسوأ صفقة تآمرية، فهي ما قام بها المقبور حافظ الأسد، ومن بعده وريثه بشار، مع النظام الإيراني، فسلمه لبنان مقابل حماية عرشه من السقوط على يد الحراك العربي المعارض له، وقام بإنشاء حزب شيطاني يدين بالولاء لإيران تم تسليحه وتمويله بالكامل، الى أن وصل الى مرحلة أصبح فيها أقوى من الدولة، بل أصبح يدير دويلة داخل الدولة اللبنانية.

حتى انه في سنة 2006 دخل رغم أنف اللبنانيين في حرب مسرحية مع إسرائيل ليكسب بها شعبية انكشف زيفها لاحقا، وقام في سنة 2008 بإجبار الدولة على الركوع باحتلاله لبيروت ومناطق أخرى الى أن سيطر لاحقا، بقوة سلاحه وبدعم من بشار الأسد وأسياده الإيرانيين، على كل مفاصل وقرارات لبنان العربي، وهيمن على المطار ومرفأ بيروت والمعابر البرية مع سوريا، وشارك في تشريد وتقتيل الشعب السوري ولا يزال.

فالحقيقة أن لبنان بلد منكوب بأحزاب العديد منها عميلة وبنظامه السياسي الصنيع في غالبه، وبفساد مستفحل بين زعماء وسياسيين معروضين للبيع، وما حصل من كارثة رهيبة في مرفأ بيروت هو نتاج لفساد متراكم وعجز حكومي وولاء لنظام طائفي غير عربي.

***

كتب المحامي اللبناني ادوارد حشوة مقالة تحت عنوان «اسرائيل وحزب الله وتفجير لبنان»، أقتطف منها الآتي: قررت إيران، وبسبب صعوبة ومخاطر نقل الصواريخ الى دولتها في الجنوب اللبناني، بأن تقوم بتصنيعها هناك، فقامت بشراء ونقل 2750 طنا من نترات الأمونيوم المادة الأساسية في صناعة الصواريخ، على اساس انها متوجهة الى موزمبيق، إلا أنها رست في بيروت مدعية عطلا فيها، وتم إنزال الحمولة بطريق التآمر والرشوة الى مستودعات حزبها في المرفأ.

وذكر السيد ادوارد أن نترات الأمونيوم هذه استخدمت في صناعة الصواريخ في لبنان، وفي اغتيال رفيق الحريري، وهرّبت منها 500 كلغم الى خلية العبدلي في الكويت فكشفت، كما هربت أطنانا منها الى عدة دول ولكنها أيضا كشفت.

ولاحظ مستغربا بأن لا اسرائيل اعترفت بقصفها للمرفأ، ولا الحكومة أو إيران اتهماها كما جرت العادة. أما من دفع ثمن هيمنة الحزب الإيراني على أرضه، فهو شعب لبنان.

تعليقات

اكتب تعليقك