كورونا يتسبب في أكبر انكماش اقتصادي منذ 65 عاماً في بريطانيا

الاقتصاد الآن

الآن - وكالات 597 مشاهدات 0


شهدت المملكة المتحدة التي ضربتها جائحة كوفيد-19 في الربع الثاني من عام 2020 انكماشاً "قياسياً" في اقتصادها بلغ 20,4%، وهو الانكماش الأكبر في اقتصاد المملكة المتحدة  منذ 1955، إذ أصبحت تواجه رسمياً أسوأ ركود على الإطلاق.

وكالة الأنباء الفرنسية قالت، نقلاً عن مكتب الإحصاء الوطني، الأربعاء 12 أغسطس/آب 2020، إن هذا هو أول ركود تقني تشهده بريطانيا منذ عام 2009 والأزمة المالية. ويدخل أي بلد في حالة ركود بعد تسجيل انكماش في إجمالي الناتج الداخلي لفصلين متتاليين.

كما أوضح  مكتب الإحصاء الوطني الذي نشر هذه الأرقام أن الجزء الأكبر من هذا الانكماش الذي بدأت آثاره تظهر في آذار/مارس، سجل في نيسان/أبريل عندما أغلقت البلاد بشكل شبه كامل، ما أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة 20٪.

انكماش هو الأكبر في اقتصاد المملكة: مع عودة النشاط الاقتصادي، ارتفع إجمالي الناتج المحلي في أيار/مايو بنسبة 2,4٪، تلاه تسارع في حزيران/يونيو (+8,7٪) بفضل إعادة فتح كل القطاعات، وفق المكتب.

هذا الانكماش هو الأكبر في اقتصاد المملكة المتحدة منذ أن بدأ مكتب الإحصاء الوطني تسجيل هذه الأرقام الفصلية في عام 1955، وجاء نتيجة "القيود" على السفر وعلى النشاط الاقتصادي التي فرضت في البلاد في 23 آذار/مارس، وكانت مدتها أطول من معظم البلدان المتقدمة.

وزير المال ريشي سوناك قال معلقاً على تلك الأرقام: "قلت من قبل إن أوقاتاً عصيبة تنتظرنا، وأرقام اليوم تؤكد ذلك. فقد مئات الآلاف من الأشخاص وظائفهم، وللأسف، في الأشهر المقبل، سيفقد المزيد من الناس أعمالهم".

تداعيات كورونا الاقتصادية: وسجلت المملكة المتحدة أسوأ أداء اقتصادي في الربع الثاني في أوروبا، متقدمة على إسبانيا (-18,5٪) وأسوأ بكثير من فرنسا (-13,8٪).

إذ قال مكتب الإحصاء الوطني إن الاقتصاد البريطاني سجل خلال ربعين من الركود انكماشاً نسبته 22,1%، "أقل بقليل من 22,7 % التي سجّلت في إسبانيا لكن أكثر من ضعف الانخفاض في إجمالي الناتج المحلي الذي بلغ 10,6% في الولايات المتحدة" خلال الفترة نفسها.

أداء "غير اعتيادي": لاحظ محللون في معهد الأبحاث "بانثيون ماكرو" أن "أداء المملكة المتحدة كان أسوأ من أداء نظيراتها بدرجة غير عادية".

يمكن أن يُعزى هذا الأداء الضعيف للدولة التي سجّلت أيضاً أكبر عدد من الوفيات في أوروبا بسبب فيروس كورونا المستجد، إلى اعتمادها الشديد على الخدمات، خصوصاً إنفاق المستهلكين الذي انخفض خلال فترة الإغلاق" و"مستوى نشاط الآباء الذين اضطر الكثير منهم إلى ترك العمل لرعاية أطفالهم" كما أضاف المحللون.

وفقاً لشركة الأبحاث هذه، يفترض أن تستمر هذه العوامل في إبطاء الانتعاش في الربعين الثالث والرابع.

وبالكاد تم تخفيف صدمة الوباء والتوقيف القسري للنشاط من خلال الإجراءات غير المسبوقة وعشرات المليارات من الأموال التي ضختها الحكومة من خلال القروض أو المساعدات للحفاظ على الوظائف، أو عن طريق بنك إنجلترا الذي أعاد شراء الأصول ومنح سعر فائدة بلغ أدنى مستوى تاريخي له.

أضرار اجتماعية جسيمة: وقد تسبب الركود في أضرار اجتماعية جسيمة للغاية، إذ انخفض عدد الأشخاص العاملين بين آذار/مارس وتموز/يوليو بمقدار 730 ألفاً، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة الإثنين.

ولا يمر يوم تقريباً دون الإعلان عن إلغاء آلاف الوظائف في شركات تشعر بالقلق من وقف برنامج حكومي للبطالة الجزئية يدعم أجور الموظفين في نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة، وكذلك العمالة الهشة إلى جانب اعتماد ملايين البريطانيين على الحد الأدنى من المساعدات الاجتماعية.

تعليقات

اكتب تعليقك