علي البغلي: زادت أحزاننا مساء الثلاثاء الماضي عندما رأينا انفجارات ميناء بيروت رؤية العين والدمار الذي نجم عن ذلك الانفجار شبه النووي

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 699 مشاهدات 0


زادت أحزاننا مساء الثلاثاء الماضي عندما رأينا انفجارات ميناء بيروت رؤية العين، والدمار الذي نجم عن ذلك الانفجار شبه النووي، ولم يكن لبنان ناقصا مشاكل مع مشاكله الاقتصادية المستفحلة وسياسييه (من دون استثناء)، الذين ينخرهم الفساد من رأسهم حتى أخمص أقدامهم، وجائحة كورونا التي أكملت عليهم حتى أتى ذلك الانفجار المروع غير المتوقع!

ولبنان بالنسبة لنا ككويتيين، درنا العالم كله من أقصاه لأقصاه في إجازاتنا الصيفية، هو بلدنا الثاني من دون منازع.. فالكويتي محترم وله مكانة ملموسة في قلب وتعامل اللبنانيين معه، واللبنانيون لهم مكانة مميزة في قلب وضمير كل كويتي.. وما يحصل في لبنان منذ سنوات وانتشار الفساد فيه، أحسسنا مؤخراً أننا في أرضية مشتركة معهم.. فالتعيينات في المراكز الحساسة لا تعتمد على الكفاءة والخبرة، وإنما الصلة مع زعماء الكتل السياسية الحاكمة منذ عقود في لبنان، مع أنها يوماً عن يوم تثبت فشلها في إدارة أجمل بلد عربي، الذي لقب وبحق «سويسرا العالم العربي».. يكفي انقطاع وجود الكهرباء اليومي، والذي يجابه ببدائل مولدات الديزل! فالعالم العربي حتى أفريقيا من أقصاها لأقصاها لا تنقطع الكهرباء فيها بانتظام ما عدا لبنان! وقد رفض المسؤولون مراراً إقامة مشاريع كهربائية دائمة لأنهم يتربحون من انقطاعها بشراء الوقود من ناقلات تأتي من الخارج، وآخر من عرض عليهم إقامة مشروع كهرباء دائم كما نما لعلمنا هو «صندوق حاتم الطائي الكويتي» والذي رفض عرضه لأنه لم يقبل بدفع «كوميشن» لمسؤول هناك، وهو مسؤول سابق وقريب فاسد لواحد من أكبر الرؤوس في ذلك البلد الجميل.

***

نعود لأوجه الشبه بيننا وبين لبنان، فما قيل عن سبب الانفجار هو وجود «نترات الأمونيوم» مصادرة منذ 4 سنوات من مهرب، ومودعة في أحد مستودعات ميناء بيروت وتم ركنها هناك طوال هذه السنين.. هنا رأيت نفسي مضطراً للتوقف، فكم هيئة «بوطقة» لدينا مسؤولة عن مشاريع حيوية في الطرقات والاتصالات والموانئ والنزاهة، وعدم منافسة ومشاريع متوسطة وصغيرة وغيرها من هيئات مستحدثة لاستضافة المرضي عنهم من قبل حكوماتنا الرشيدة، والتي تجود عليهم بالملايين شهريا، من دون أن نرى أثرا إيجابياً ملموساً عن أعمالهم أو هيئاتهم المستحدثة، هذا بالإضافة الى موظفي الحكومة الرشيدة المرضي عنهم من رؤسائهم طائفياً أو قبلياً، والذين يهملون في أداء عملهم بشكل دوري، ولم نسمع بعقاب أنزل عليهم يوازي الكم الفاضح من أخطاء يرتكبونها بشكل يومي ودوري؟! وكانت تغطي عليها المحسوبيات ومليارات البترول، فكيف لا نكون في هذه الحال وبجدارة وبكل أسف. لبنان الخليج؟! والله يستر علينا من الجاي إذا لم تتغير أحوالنا للأفضل حسب الأصول.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك