وفاة طفل أردني بعد سقوطه من لعبة ووالداه يتبرعان بقرنيتي عينيه ليبصر بها الآخرون ولكي يبقى جزء منه حيَّا

عربي و دولي

الآن - وكالات 907 مشاهدات 0


في واقعة مؤلمة، توفي الطفل على مجدي الدراس (13 عامًا) إثر سقوطه في مدينة ألعاب (ملاهي) بالعاصمة عمّان، بينما اتخذ والداه قرارًا إنسانيًا تردد صداه في منصات التواصل الاجتماعي.
وقبل أيام، وثق مقطع فيديو لحظة السقوط المروع للطفل عليّ من علو بينما كان داخل إحدى الألعاب، ليُنقل إلى المستشفى في حالة حرجة ويفارق الحياة بعد وصوله إلى هناك بقليل.

وخيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي وتداول ناشطون غاضبون المقطع، منددين بإهمال إدارة مدينة الملاهي التي أبقت اللعبة مستمرة ولم تُوقفها حتى بعد سقوط الطفل.


بينما أوقفت السلطات 3 أشخاص من مالكي وموظفي المدينة الترفيهية التي تقرر إغلاقها عقب الحادثة.

ونعى والدا الطفل فقيدهما بكلمات مؤثرة عبرت عن الفاجعة التي أصيبا بها، لكن اللافت هو أنهما اتخذا قرارًا إنسانيًا بإعلانهما عن التبرع بقرنيتي عيني ابنه الراحل ليبصر بهما آخرون.

وكتب الأب عبر فيسبوك "حبيب قلبي وقطعة روحي ولدي علي.. أسعد الله اوقاتك في جواره.. صغيري الحبيب.. سلام الله على روحك الطاهرة.. تبرعنا أنا وأمك بقرنيتيك ليبقى جزء منك حيا بيننا.. وحتى يرى شخص ما بعينيك الغاليتين جمال الحياة بعد أن كان قد حرم منها".



وتابع "حبيبي لو كنتَ حيا فطلبت عيوني وقلبي وكبدي لأعطيتك ما تريد رخيصًا عند قدمك.. أما وقد اختارك الله دوننا إلى جواره، فلتكن قرنيتاك صدقة جارية عن روحك الطاهرة ينمو أجرها لك عند الله إلى أجل مسمى".

وأردف "من البشارة يا حبيبي أن المئات من الناس قرروا أن يقتدوا بك وأن يسجلوا أسماءهم بين المتبرعين فهنيئا لك يا حبيبي".

وكتبت الدكتورة صفاء أبو رمان والدة علي "يا صاحب العينين الجميلتين طبت حيا وطبت ميتا.. بوركت يا ولدي يا مهجة قلبي فأنت لم تهب البصر لشخصين فقط بل فتحت بابا كان مهملا".



وتابعت "مكتب الأمير رعد (رئيس جمعية أصدقاء بنك العيون) اتصل اليوم بزوجي ليشكرنا لأنهم تلقوا ألفي تبرع بالقرنية تأثرًا بقرنيتي علي.. للعلم أكثر من ألف شخص على قائمة الانتظار في بنك العيون ومن هم خارج القائمة لا يعلمهم إلا الله"!

وفي منشور آخر مساء أمس كتبت والدة علي "دعواتكم، كلماتكم... كانت بردا وسلاما على صدورنا المحترقة بالألم. أنتم شركاؤنا في الأجر والصبر. ولأن مصيبتنا لم تعد حدثا شخصيا، بل قضية رأي عام أود أن أضعكم بتطور أحداثها".



وتابعت "نتعرض لوساطات من أول يوم للعزاء للتنازل عن شرطنا بإغلاق مدينة الملاهي المشؤومة لمدة شهر، ولأن موسم العيد على الأبواب فهم لا يريدون تحمل خسائر الإغلاق"!

واستطردت "حجتهم أن هنالك عائلات تعتاش على العمل عندهم فلا يريدون قطع رزقها! وحجتنا أن هنالك أطفالًا تلهو عندهم ولا نريد إزهاق أنفسها!... طريقنا طويل نحو تغيير جذري لشروط السلامة في مدن الألعاب وأنتم شركاؤنا بإذن الله وليكن صغيري الحبيب خاتمة مآسيها والله المستعان".

وأقيمت صلاة الجنازة على الطفل الراحل بعد صلاة ظهر الأحد الماضي بمسجد أبو حسان في ضاحية الياسمين، وتم الدفن في مقبرة سحاب الإسلامية، حسبما أعلن والده.

تعليقات

اكتب تعليقك