‫حسين الراوي: على الجهات المختصة في البلد ألّا تكتفي بمحاسبة ومعاقبة مشاهير غسل الأموال فقط بل يلزمها محاسبة تلك الجهات التي سكتت عنهم وهي ترى عن قرب شديد أرصدتهم تنتفخ شيئاً فشيئاً‬

زاوية الكتاب

كتب حسين الراوي 778 مشاهدات 0


في الآونة الأخيرة بدأت تطرأ على البلد تغيرات أمنية حازمة تجاه بعض قضايا الفساد، بعد سنوات من الركود والخمول، وآخرها كان قضية النائب البنغالي، وقضية تزوير الشهادات الدراسية، وقضية غسيل الأموال من قِبل بعض مشاهير السوشيال ميديا، وغيرها من القضايا التي هي الآن منظورة تحت مجهر القانون.
آه يا بلد، أعانكَ الله تعالى على الذين يشفطون من صحتكَ وعافيتكَ ليلاً ونهاراً من دون توقف ومن دون رحمة وشفقة، حتى أخذ البعض الآن يُصرّح بأنكَ بدأت تمرض مادياً! وكيف يا بلد لا تمرض مادياً ؟! والذي يُنهب من خزينتكَ منذ سنوات أكثر بكثير من الداخل إليها!
نحن في الكويت الآن في أمس الحاجة إلى تطبيق ما يشبه نظرية فندق «الريتز كارلتون» التي طبقت في العاصمة الرياض، والتي تمثلت بفرض إقامة جبرية على العديد من الشخصيات التي تمت مساءلتها ومحاسبتها بدقة وصرامة، بسبب التضخم الكبير الذي طرأ على حساباتها البنكية، حتى أُعيد لخزينة الدولة الكثير من مليارات الريالات السعودية! وكذلك عندنا في الكويت تضخمت الأرصدة البنكية جداً لبعض التجار وبعض المسؤولين وبعض الضباط وبعض المشاهير، فجأة وفي زمن قياسي، بشكل يدعو إلى الريبة والتعجب والقلق، ولا بد من «ريتز كارلتون» كويتي يُجمع فيه كل من تحوم حوله شبهات واضحة وكثيرة، لمحاسبته بدقة عن ثروته تلك، كيف ومن أين اكتسبها؟!
وفي محوّر هذا الموضوع تذكرت متعجباً والدهشة تعتريني تلك الوقاحة الشديدة التي تعمدها بعض المتهمين في غسل الأموال من مشاهير السوشيال ميديا، من الذين تم التحقيق معهم والتحفظ على أموالهم، حيث ظهر بعضهم وهم يستفزون أبناء الشعب، باستعراض ما يمتلكون من مجوهرات وساعات وسيارات، ولسان حالهم يقول: نحن غير خائفين ولا قلقين مما يجري لنا الآن. ولكي يبينوا للناس بأنهم غير مكترثين ولا مبالين بما حدث لهم من إجراءات قانونية، وهم بلا شك يعيشون الآن في حالة عكس ذلك!
على الجهات المختصة في البلد ألّا تكتفي بمحاسبة ومعاقبة مشاهير غسل الأموال فقط، بل يلزمها محاسبة تلك الجهات التي سكتت عنهم وهي ترى عن قرب شديد أرصدتهم تنتفخ شيئاً فشيئاً، بشكل مشبوه دون أن توقف التعامل معهم، ومن دون أن تبلغ عنهم الجهات الأمنية.
في نهاية المقال... عيدكم مبارك ومن العايدين الفايزين، واللهم احفظ هذا البلد، واهتك ستر كل من أراد بها السوء.

تعليقات

اكتب تعليقك