‫محمد السنعوسي: حالة من الحزن والإحباط تنتابني والكثيرين غيري بسبب ضياع هيبة الدولة والتي أصبحت للأسف «الطوفة الهبيطة»‬

زاوية الكتاب

كتب الآن 884 مشاهدات 0


حالة من الحزن والإحباط تنتابني والكثيرين غيري بسبب ضياع هيبة الدولة والتي أصبحت للأسف «الطوفة الهبيطة»..

لا ينبغي أن نترك هذه العواصف تفسد علينا حياتنا وتضلل طريقنا وتدخل بنا إلى متاهات. فمسؤولية الدولة استعادة هيبتها أمام الجميع.. إن الهيبة ليست فقط في قوات الأمن ولكن في توافر الدور والمسؤولية ثقافة وتعليماً وإعلاماً. وتكافؤ فرص الحياة وارتفاع مستوى الخدمات الصحية، وأن يتمتع فيها الإنسان بجميع حقوقه ويسود فيها التسامح الديني والإخاء ومبادئ المواطنة، ويعيش فيها الإنسان في بيئة نظيفة آمنة وتذوب فيها الفوارق بين الطبقات، وتتمتع بمكانة دولية تليق بها ويعود للكويتي احترامه وتقديره أينما يذهب.

جرائم هذا الزمــان

يعيش شباب الكويت الآن فترة انفصام خطيرة.. فهذا الشباب يرى أمامه أمثلة صارخة للثراء غير المشروع. يجد من يجمع التبريرات بأسهل الطرق. ويرى وسائل الاحتيال قد شاعت في المجتمع الكويتي حتى أصبح الحديث الآن عن الألوف والملايين. أصبح شباب اليوم ممزقاً يرى عجزه عن تدبير «الملايين» وهو يرى انقلاب المفاهيم والآداب الموروثة. فالتعليم لم يعد الوسيلة الأساسية لبناء الإنسان. بعد أن رأى البعض منهم وسائل أكثر إغراء وأكثر ليونة.. تفسخت الكثير من عادات المجتمع. ومضت أغلب التقاليد التي كان الصغير فيها يحترم الكبير.. تفسخت قيم وعادات كان الشرف فيها هو كل ثروة الولد والبنت. وكانت طهارة اليد هي أغلى ما في الوجود. وكانت الرشوة تجلب العار ليس لمرتكبها وحده بل لأسرته كلها.. اختفت جرائم وظهرت جرائم.

* تفشت جريمة الرشوة. حتى أصبح البعض يرى فيها حقاً له يعوض بها قلة دخله فأصبح يطلبها علناً بلسانه.. بعد أن كان يأخذها مغلفة.. وخلسة.. وسمعنا عن رشاوى بالألوف وبالسيارات وتذاكر الطائرات وأجهزة الكمبيوتر وغيرها.

* وسمعنا عن جرائم سرقة المال العام في شكل اختلاسات بمئات الألوف، وكأن هذا المال أصبح حلالاً لكل من لا ضمير له.

* ورأينا جرائم النصب والاحتيال.

* وظهرت جرائم تزوير الشهادات الدراسية وشهادات الخبرة.. بل وتصاريح العمل.

أصبحت جرائم هذا الزمان تدور حول المال.. والمال وحده فهو الهدف.. وهو الأمل.. وهكذا لم «يعد غريباً» أن تظهر في الكويت جرائم أخلاقية..

متى يا عقلاء الكويت؟؟؟ متى؟!

***

أتمنى لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، باستكمال العلاج وعودة سموه الى أرض الوطن العزيز سالماً بموفور الصحة وتمام العافية، ومع خالص تهانينا لسموه بعيد الأضحى المبارك ولشعب الكويت الغالي حفظه الله من كل مكروه.

وكل عام وأنتم بخير.

تعليقات

اكتب تعليقك