خلال ندوة أقامها في ديوانيته بعنوان 'قبل فض دور الانعقاد لنا كلمة'
محليات وبرلمانالنامي للنواب: لا حل لمشاكلنا ولا تغيير في واقعنا المر بدون العمل الجماعي
يونيو 29, 2009, منتصف الليل 898 مشاهدات 0
وجه د. نامي النامي، عضو الجمعية الكويتية للتقييم البرلماني، ومنسق المرصد الديمقراطي، انتقادات شديدة للأداء البرلماني من قبل نواب مجلس الأمة، وفشلهم في عدم تغيير الأجواء المحتقنة مع الحكومة، وخلو هذه الدورة كسابقاتها من الانسجام، إضافة إلى ما تشهده من الاحتقان والتصعيد والاستجواب وتبادل اتهامات وتدني لغة الحوار، والتشكيك في الذمم والصراع الذي بات ينتقل من قبة البرلمان إلى الشارع الكويتي.
وخلال الندوة التي أقامها في ديوانيته يوم أمس الأول، تحت عنوان: ' قبل فض دور الانعقاد لنا كلمة' وبمشاركة رئيس المرصد الكويتي للديمقراطية، وأمين سر الجمعية الكويتية للتقييم البرلماني، مطلق العبيسان، وحضور الصحفيين، أكد د. النامي، على أهمية تحفيز العمل الجماعي بين أعضاء مجلس الأمة للنهوض بالبلد على جميع الصعد، بدل أن يتقدم كل عضو ببرنامج ورؤية خاصة به، وقال: 'لقد سمعنا عضو مجلس الأمة يقول: أنا سأفعل، وكأنه حامي الحمى، وبعد أن يصبح في المجلس ويسأله الناس عن برنامجه الذي وعدهم به، يقول لهم: أنا لا أملك عصا موسى'، لافتا إلى أن الدين الإسلامي يحث على الجماعة وعلى الشورى. واستشهد بأن الولايات المتحدة ورغم قدرتها على شن حرب بنفسها، لما لديها من الإمكانيات والفكر والتكنولوجيا، إلا أنها تؤمن بأن العمل الفردي فاشل وعقيم.
واعتبر د. النامي أن الحكومة فشلت في تقديم الخدمات للمواطن، ولم تنتبه إلى أهمية إيلاء القطاع الخاص هذه المسؤولية إلا مؤخرا، رغم أن الإحصائيات والدراسات أكدت في السابق بأن المشاركة مع القطاع الخاص هو أفضل سبل التطوير. وقال: إن الهند استطاعت تحقيق 40% من النمو خلال 5 سنوات على التوالي، وتطورت في الثقافة والعلم والصحة وفي البنية التحتية رغم ما لديها من مشاكل وأعباء، لكنها استطاعت ذلك من خلال تطوير الديمقراطية، في حين أن من ينادي بتطوير الديمقراطية في الكويت يسبح عكس التيار، منتقدا من وصفهم بـ أسود البرلمان، والذين يعتبرون بأن تطوير الديمقراطية ووجود الأحزاب هو أمر خطير ويشق الوحدة الوطنية ويزج البلاد في حرب أهلية، متسائلا: كيف تطورت الديمقراطية في بعض الدول، مثل الهند؟ وما المانع ولم الخوف من وجود الأحزاب؟
وأوضح أن الكويت باتت تذكر ضمن التقارير العالمية، ومنها تقرير توني بلير، والذي بين فيه أن عدم الانسجام السياسي والفساد الإداري هما أساس التدهور، وأن مصروفات الصحة والتعليم في الكويت تضاهي مصروفات دول كبيرة عالميا، إلا أن مخرجاتهما تعتبر في المصاف الأخيرة.
ودعا د. النامي المواطن ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النفعية بأن يكون لها دور واضح كما في البلدان الأخرى، حيث يترتب عليها العمل على تصحيح الواقع المر وتحويله من سلبي إلى إيجابي.
من جهته، اتهم رئيس المرصد الكويتي للديمقراطية، وأمين سر الجمعية الكويتية للتقييم البرلماني، مطلق العبيسان، مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام والقوى السياسية والنخب الثقافية والأكاديمية بعدم التفاعل مع المستجدات، والتغيب عن الواقع الذي يمس الشارع، ونبذ القلق والخوف الذي يمس ألسنتهم وقلوبهم، مشددا على ضرورة حمل الأمانة وإيصالها إلى الشارع، مبينا أن الشارع يحتاج إلى حراك اجتماعي بناء، وأن النائب يجب أن لا يكون بمعزل عن المجتمع، لأنه يقرر مصيره، ويتابع أداءه.
ولفت العبيسان إلى أن ما طرح في الندوات الانتخابية اختفى الآن، موجها سؤاله للكتل البرلمانية والأعضاء المستقلين: 'أين رؤيتكم السياسية والاقتصادية، بعدما تم تهييج الشارع من قبلهم، ولماذا لا تستطيعون تشخيص المشاكل ووضع وطرح الحلول؟ وأين تطوير العمل الديمقراطي؟'. وأضاف: إن كل ما يطرح من النواب على صفحات الجرائد مغاير لما يطرح في اللجان، لافتا إلى أن النواب ليس لديهم أريحية في تقبل النقد، ففي حين أنه يوجه أدواته لاستجواب الوزير، يرفض أن توجه له كلمة من قبل المجتمع المدني. وقال: إن شخصية النائب وصلت إلى درجة من التلاعب الإعلاني ولبس الأقنعة، كما أن البعض من النواب لا يدركون حجم دورهم.
تعليقات