مبارك المعوشرجي: الصمت لا يكون من ذهب إن لم نرد على مَنْ يسيء إلى بلدنا
زاوية الكتابكتب مبارك مزيد المعوشرجي يوليو 11, 2020, 11:12 م 1288 مشاهدات 0
قد لا تكون الكويت هي المدينة الفاضلة كما تخيلها أفلاطون، ولكننا بالتأكيد لسنا أهل مدين الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم ووصفوا بالغش بالوزن والمكيال. وإذا نفينا وجود الفساد فهو والله هو الفساد الحقيقي. وإلّا لما أنشأنا هيئة نزاهة لمكافحة الفساد؟
ولكن ما أعطى عنا وعن حكومتنا هذه الصورة السيئة من الفساد إلّا أسباب. فنحن لا نختلف بدرجات الفساد ولا ننقص في درجات الصلاح عن باقي الدول. ولكن هناك عوامل حكومية ساعدت على انتشار هذه الصورة، فالسرقات والتجاوزات لدينا ليست بالآلاف أو حتى الملايين، بل وصلت للمليارات. المتهمون في هذه القضايا ليسوا مواطنين عاديين أو موظفين صغاراً، بل هم عِلية المجتمع. ويكفي لإثبات ذلك بأن 3 من الوزراء أبعدوا عن مناصبهم بسبب تجاوزات مليونية على المال العام ولم يقدموا للعدالة حتى الآن.
ومع التحقيق مع النائب البنغالي في النيابة أجاب «أنا شريف، بس الموظفين هم الفاسدين» وأثبت صحة كلامه بالقول بأن عقوده مع الحكومة ما زالت مستمرة. ولدينا فاسدون لهم حصانة برلمانية، وهم مَنْ سموا بالقبيضة، وللأسف أُعيد انتخابهم أكثر من مرة. ونواب يرفعون أيديهم أو يخفضونها للموافقة أو الاعتراض على أي قرار مقابل ثمن إما نقدي أو عيني، لكل استجواب يقدم لأي وزير. بل وتحقق لهم مطالبهم ويعطون خدمات وامتيازات لا يستحقونها.
أما السبب الثاني لهذه الصورة السيئة عنا، هو صمت حكومتنا عن الرد عن هذه الاتهامات إن كانت غير صحيحة أو تبرر، إن كانت هذه الأفعال المنتقدة تمت بصورة صحيحة وقدمت لمستحقين. فحتى الآن ليس هناك جريدة يومية حكومية ومعظم محطاتنا الإذاعية والتلفزيونية الرسمية كل أخبارها «غادر وعاد، استقبل وودع، وهنأ وعزى»، كان الأجدر من ذلك إجراء برامج حوارية بين الوزراء وكبار الموظفين والجماهير في قضايا الساعة التي تهم الناس. بل تسرّب إلى الإعلام الخاص مذيعون ومذيعات في القنوات الفضائية الخاصة زادوا سواد هذه الصورة، يظن أحدهم أنه محمد ناصر السنعوسي عندما يناقش ضيفاً، وأخرى تظن نفسها أنها أوبرا وينفري عندما تتحدث عن الأعمال الحكومية.
ولعل آخر مَنْ أساء إلى هذا البلد شخص غير كويتي ادّعى بهتاناً أن الدولة إلى الزوال بسبب الفساد وانتشار الطائفية بين أفراد الشعب، وحتى الآن لم تقدم دولتنا أي شكوى ضده، بينما هناك كويتيون في السجن، لأنهم غرّدوا وانتقدوا دولة عربية أو حتى أجنبية.
إضاءة: الصمت لا يكون من ذهب، إن لم نرد على مَنْ يسيء إلى بلدنا.
تعليقات