‫د.عيسى العميري: قصة عامل النظافة البنغلاديشي والذي أصبح من الأغنياء بفضل تجارته للبشر والإقامات أثبتت أن العديد من أجهزة الدولة مخترقة بشكل مخيف‬

زاوية الكتاب

كتب د. عيسى العميري 808 مشاهدات 0


إن قصة عامل النظافة البنغلاديشي - مع كامل احترامنا وتقديرنا لأي وافد يكسب لقمة عيشه بكل شرف - والذي أصبح من الأغنياء بفضل تجارته للبشر والإقامات، التي ظهرت مع أزمة كورونا... أثبتت أن العديد من أجهزة الدولة مخترقة بشكل مخيف، يجعل معه من الصعب الاطمئنان لما يجري في تلك الأجهزة، كما أن تواطؤ بعض المسؤولين في تلك التجارة كان له وقع خطير جداً على مستقبل البلد، ومن سخرية القدر وصول هذا التاجر لأن يكون نائباً برلمانياً في بنغلاديش وهو ما أضفى صفة التغطية على أعماله الإجرامية. فلا يمكن لأحد أن يشك قط في نشاطاته المشبوهة في تلك الأثناء، في الوقت الذي لم يتبادر في ذهن أي مسؤول في الدولة ولو من باب التخيل بالوضع الذي هو عليه هذا النائب، أو حتى مجرد البحث في تاريخه منذ بداية دخوله الكويت في ثمانينات القرن الماضي. وتطبيق مفهوم من أي لك هذا؟!
إنه فعلاً لأمر غريب ومثير للسخرية في آن معاً، فلو ذهبنا بعيداً في التفكير والتخيل بأن أزمة كورونا لم تحدث، ومضت الأمور كما هي عليه، لاستمرت تجارة الإقامات من خلال النائب البنغالي وبعض أعوانه من المسؤولين في الدولة، ومن ثم تفشي مشكلة الاتجار بالبشر والإقامات إلى ما لانهاية، فهذه الجريمة في حق البلد والإنسانية يجب التوقف عندها ومحاسبة المسؤولين الذين سهّلوا ومهّدوا الطريق لهذا المجرم في تنفيذ الأعمال التي أساء بها إلى الدولة قبل أن يسيء إلى أي أحد آخر، كما يتعين على الحكومة أن تعيد النظر في الكثير من السياسات والمراقبة الشاملة على هذا النشاط، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة في هذا الصدد، تجنباً لتكرار مثل هذه الممارسات التي أضرت كثيراً بالبلد، ولا يجب أن تأخذها الرحمة في أولئك الذين تعاونوا مع هذا المجرم، ويجب إيقاع أسوأ العقوبات في حقهم، فهذا الاختراق غير مقبول بتاتاً في أجهزة حساسة في البلد.
وفي الختام نشيد بالجهود التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح، ووكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام، ووكيل المرور اللواء جمال الصايغ، ومديرعام العلاقات العامة العميد توحيد الكندري، وجميع منتسبي وزارة الداخلية الشرفاء الذين كان لهم شرف القبض على المتورطين في مشكلة تجارة الإقامات والاتجار بالبشر. ونفخر بالقرار الجريء للوزير أنس الصالح في عدم أخذه الرأفة في من يمس أمن البلاد، أو يحاول النيل من سمعتها كائناً من كان... والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك