جاسم العون: علاقتي بالإخوان المسلمين (2)

زاوية الكتاب

كتب الآن 698 مشاهدات 0


«فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»..

«العون» في سنة 2014 و«العون» سنة 2020.

هكذا كان تعليق الكثير من منتسبي وكوادر الاخوان المسلمين، مستغلين لقاء قديماً لي في سنة 2014، واقول لهم ولغيرهم ان موقفي لم يتغير، فحينما سطرت مقالتي عن الإخوان المسلمين، التي نشرت بجريدة القبس يوم الخميس الموافق 2 /‏ 7 /‏ 2020، بينت أن للإخوان المسلمين آلة إعلامية هائلة، وقد صدقت نظريتي، ففي اليوم نفسه بدأ إعلامهم بالرد غير المباشر، وهذا حقهم المكفول شرعاً وقانوناً، فقد تداولوا مقطعاً من لقائي مع الاخ الإعلامي محمد الملا على تلفزيون الشاهد، وبه أُسأل عما اذا كانت الإخوان حزبا إرهابيا، ففرقت في هذا اللقاء بين التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وإخوان الكويت، وما قلته في لقائي التلفزيوني سنة 2014 يؤكد وينسجم مع ما جاء بمقالتي التي نشرت بالقبس بعنوان «تجربتي مع الإخوان المسلمين».

ورأيت أنه من واجبي بيان مقاصد المقال لمن خفيت عليه هذه المقاصد، فالمقال له اتجاهان: الأول بيان خطأ تاريخي لتعامل الإخوان في الكويت مع غيرهم من الإسلاميين إبان حقبة الثمانينيات، والثاني بيان خطورة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وانحرافاتهم وخطورة الانتماء التنظيمي لهم، وبينت وجود أفاضل وأعزاء ممن لهم فضل على الدعوة ممن أثق بصدق نواياهم، ولا نزكي على الله أحداً، ولكن عين السخط تبدي المساويا.

ولا شك ان البين بلا خفاء ان سؤال المذيع كان عن إخوان الكويت، وقد دافعت عن وطنيتهم وانتمائهم لوطنهم، والمقال بين منهج الإخوان في العمل السياسي فترة الثمانينيات من جهة، وخطورة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين من جهة أخرى، فإن رجعوا للمقال لتبينوا ان في مقدمته تناولت كيف يتعامل الإخوان مع خصومهم، حتى وإن كانوا من تيار إسلامي آخر، بأساليب غير مقبولة، ثم بينت وحذرت من خطورة الاخوان كتنظيم عالمي دولي على دول الخليج، ودعوت المحبين للخط الإسلامي الى الانتباه والحذر من الوقوع بالشبكة الحزبية، وهم - اي اخوان الكويت - ابناء الخليج، فليراجعوا إن شاؤوا كلام الدكتور عبدالله النفيسي عن نظرة التنظيم الدولي الدونية لهم، وكيفية تعامله معهم وأنهم مجرد منبع مال لخزينة التنظيم، هل يوجد اوضح من ذلك للتفرقة العملية بينهم وبين التنظيم العالمي، فإلى متى يحتجزون استقلاليتهم ويرتهنون حرية قرارهم التنظيمي؟!

وأكررها بصورة أوضح، وأوجه رسالتي الى شباب الاخوان المسلمين ـ فرع الكويت، وأقول لهم بقلب محب ومشفق، خصوصاً أني أعرف منهم العديد من الشباب المخلص الحريص على دينه والمحب للدعوة الى الله، ممن يبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك، ولكن النية مردها القلب، وأن الله وحده سبحانه هو المطلع على نوايا القلوب، والنية الصالحة لا تكفي إن لم تقترن بالعمل الصالح الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأهل السنة والجماعة، وأن يكون الولاء والبراء لهذا المنهج لا منهج الأحزاب والتحزب.

لذلك أدعو الله العلي القدير أن يشرح صدورهم لاثنتين: أولاهما التخلص من الحرس القديم ممن تربى وترعرع والتصق تنظيميا بالتنظيم العالمي، والأخرى الإعلان الواضح الصريح الذي لا لبس فيه التبرؤ من تنظيم الاخوان المسلمين العالمي واعلانهم الطلاق البائن بينهم وبينه، فهل نسي هؤلاء الشباب موقف التنظيم العالمي المخزي من الغزو الغاشم، ووقوفهم ضد قرارات الشرعية الدولية إبان الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، حتى طلب اخوان الكويت تجميد عضويتهم ولأسباب لا يتسع لها المقام، ألم يتم ذلك، كذلك ألم يسمع هؤلاء الشباب بعض قادة التنظيم وهم يشتمون ويتربصون بدولنا الخليجية؟ ألم يروا تأبين سليماني الذي قتل واعتدى وشرد الكثير من المسلمين؟

أكررها ثالثة ورابعة وخامسة، كما قلت باللقاء التلفزيوني وغيره من لقاءات ومقابلات اذاعية وصحافية، ان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين مصدر خطر على دول مجلس التعاون الخليجي، ويتمنى زوال أنظمة الحكم فيها، أما اخوان الكويت فبالرغم من الاختلاف معهم فإني مؤمن أن الكثيرين منهم مؤمنون في الدعوة مخلصون في النية، أفلا يدفعهم ذلك للخروج من عباءة التنظيم العالمي والتبرؤ من مواقفه؟!

أقول ختاماً لمن عاتب عتاب المحب، إن الصدر يتسع لنقدهم ورأيهم، لكن الحق أحق أن يتبع، وقلتها مرارا وتكرارا انتم لستم بحاجة لغيركم، فاخلاصكم يحملكم على ما تحبون، واقول لمن طعن وشكك واتهم بيني وبينك الله، ولست ممن يوجه او تهتز فيه شعرة جراء ذلك الترهيب، وسأستمر بقول ما اعتقد واعتنق من دون خوف ان تأخذني في الله لومة لائم.

تعليقات

اكتب تعليقك