عزيزه الفرج:الحكومة شجعت عوير وزوير على المطالبة بالجنسية

زاوية الكتاب

كتب 551 مشاهدات 0


التجنيس غصب طيب أشعلها هتلر حربا عالمية مهلكة، فكان الضحايا بعشرات الملايين، بعضهم قتل، وبعضهم أُسر، وبعضهم ترك بلاده لعدم وجود أمن أو استقرار أو وظائف فيها، واستقر في بلاد أخرى، وبفقدانه لوثائقه صار مع الوقت بدون هوية. انتهت الحروب، وجلست الدول المتحاربة تعيد تنظيم أمور حياتها، وأمور ملايين الناس المهجرين فجاءت الاتفاقية الدولية المتعلقة بوضع الأشخاص عديمي الجنسية الموقعة عام 1954 من قبل الأطراف المشاركة في الحرب العالمية الثانية ولم تكن الكويت من بينها لأنها أساسا لم تكن عضوا في منظمة الأمم المتحدة، كما أن الأمر لم يكن يعنيها في شيء لعدم وجود مشكلة لاجئين بدون عندها. في العام 1959م ظهر قانون الجنسية الكويتي ومنحت الجنسية الكويتية بناء على احصاء 1957 القائم على البطاقة التموينية، هذا عدا عن معرفة الكويتيين لبعضهم البعض جيدا بسبب قلة عدد السكان وقتها، وضيق المساحة المسكونة من البلاد، الشيء الذي لم يحرم أيا من الكويتيين الجنسية حتى أولئك الذين كانوا خارج البلاد في رحلات تجارية أو خاصة، كما تم احصاء سكان الصحراء المعروفين، وحصلوا بدورهم على الجنسية الكويتية، ولم يترك منهم أحد تقدم لنيلها وقتذاك. بتدفق البترول أينعت، وازدهرت البلاد، مما دعا أبناء قبائل مختلفة، من العراق والسعودية خاصة، الى المطالبة بالجنسية الكويتية أسوة بمن أخذها من أقاربهم المعروفين بوجودهم في الكويت وذلك بعد أن تخلصوا من وثائقهم الثبوتية أو أنكروها، ولم يكن عند هؤلاء ما يثبت كويتيتهم فمنعت عنهم الجنسية، وهنا أخطأت الدولة خطأها الشنيع بمعاملتهم معاملة الكويتيين تقريبا في كل شيء بعد أن أطلق عليهم مسمى بدون. هذا التصرف الخاطئ من الدولة شجع كل عوير وزوير من الطامعين بمزايا يسيل لها اللعاب لأن يخبئوا جنسياتهم الأصلية مدعين انتماءهم لفئة البدون للاستفادة من تلك المزايا الكثيرة التي تقدمها لهم الدولة من تعليم وعلاج ووظائف مجزية. تركت الحكومة كرة الثلج لتكبر وتكبر، وبعد أن كان عدد البدون ضئيلا جدا، ارتفع الى عشرات الآلاف، وبعد أن كان أكثرهم من الجنسيات العراقية والسورية والايرانية والسعودية انضم اليهم أردنيون ومصريون وفلسطينيون وباكستانيون وهنود وغيرهم. منظمة اللاجئين الدولية تريد ليّ يد الكويت عن طريق دعوتها للتوقيع على اتفاقية عام 1954 الشيء الذي سيترتب عليه مسؤوليات جمة تلقى على كاهل الكويت لصالح فئات لا ينتمون أساسا لأرضها. تلك المنظمة تريد أيضا من الكويت أن تغير قوانين الجنسية الخاصة بها حتى يمكن للبدون مقاضاتها في محاكمها وفي عقر دارها لينطبق عليها المثل العراقي القائل »قاعد بحضنّا، وينتف بذقنا«. عزيزه المفرج
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك