عالمة بريطانية تحذّر: الإغلاق والتباعد الاجتماعي يُضعف مناعتنا

منوعات

الآن - وكالات 769 مشاهدات 0


حذّرت عالمة بارزة في علم الأوبئة من أن فترات الإغلاق الطويلة جراء وباء «كورونا» يمكن أن تترك الناس عُرضة لخطر الإصابة بفيروسات جديدة.

وتخشى سونيترا غوبتا، أستاذ علم الأوبئة النظري في جامعة أكسفورد، أن يؤدي التباعد الاجتماعي المكثف إلى إضعاف أجهزة المناعة لأن الناس لا يتعرضون للجراثيم، وبالتالي لا يطورون دفاعات يمكن أن تحميهم من الأوبئة المستقبلية.

ولفتت غوبتا الأنظار في مارس (آذار) الماضي بعد أن صممت هي وفريقها نموذجاً لأفضل سيناريو لمواجهة المملكة المتحدة لفيروس «كورونا»، الذي انتشر بسرعة من خلال سكان البلاد لخلق «مناعة القطيع»، والتي تحدث بالفعل جزئياً من خلال التعرض لسلالات مختلفة من الفيروس.

وقالت غوبتا لصحيفة «التلغراف» البريطانية إنه «في حين أنه (من غير المحتمل) أن ثلاثة أشهر من الإغلاق قد أضرت بجهاز المناعة لدينا، لكن لا يزال هناك احتمال أن يكون لها تأثير». 

وأضافت: «هذا تحذير لعدم افتراض أن الوضع الذي لا نعاني فيه من أمراض أو فيروسات يضعنا في وضع أفضل».

وتابعت البروفسور: «إذا عدنا إلى النقطة التي لا نتعرض فيها لأي مرض، حيث نبقي كل شيء بعيداً ونعيش في حالة عزلة نسبياً فنحن مثل كتل الأشجار التي تنتظر أن تشتعل فيها النيران».

وفسرت غوبتا قائلة: «هكذا كانت الأمور في عصر الأوبئة. إن جائحة (الإنفلونزا الإسبانية) عام 1918 الذي أدت إلى وفاة ما لا يقل عن 50 مليون شخص كانت صادمة لأن الكثير من أولئك الذين لقوا حتفهم كانوا لائقين وصحيين تحت سن 40. كان ذلك لأنه في عام 1918 لم يكن هناك أي إنفلونزا في جميع أنحاء أوروبا لمدة 30 عاماً». 

وأردفت: «لم نكن متصلين عالمياً كما نحن الآن. في الواقع، كنا نعيش في دولة تشبه إلى حد كبير حالة الإغلاق قبل 100 عام، والتي خلقت الظروف لظهور الإنفلونزا الإسبانية وقتل 50 مليون شخص». 

وقالت: «على الرغم من أن الاختلاط والسفر يعزز من انتشار أي فيروس، فإن ما يتم تعزيزه أيضاً هو مستوى الحماية التي نكتسبها من التعرض لجراثيم مختلفة».

ورأت الباحثة البريطانية أنه «بشكل عام، نحن في وضع أفضل، إذ إنه تم تقليل الظروف التي قد يؤدي فيها الفيروس لقتل الكثير من الناس».

وتوقعت غوبتا عودة ظهور «كوفيد - 19» في أشهر الشتاء، ولكن في نهاية المطاف سينتهي الفيروس مثل الإنفلونزا، وسيتعلم الناس التعايش معه، لكنه ربما يحصد حياة أناس ضعفاء كل عام.

وأوضحت غوبتا أن «مصير» أي فيروس ورد فعلنا عليه يعتمد على التعرض السابق لسلالات أخرى من هذا الفيروس. 

وقالت: «إن نوع المناعة التي تحميك من الأعراض الشديدة والموت يمكن اكتسابه من خلال التعرض لمسببات الأمراض ذات الصلة بدلاً من الفيروس نفسه»، موضحة كيف كان هناك العديد من سلالات فيروسات «كورونا».

وتؤمن البروفسور غوبتا بأن السفر يساعد في بناء دفاعات ضد الفيروسات الناشئة، لذا فإن إيجابيات تخفيف قيود «كورونا» تفوق السلبيات.

جدير بالذكر أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19) في بريطانيا وصل إلى 311727 حالة حتى الساعة السابعة والنصف صباح اليوم (الأحد) بتوقيت لندن (05:30 بتوقيت غرينتش)، حسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وأشارت البيانات إلى أن الوفيات في بريطانيا جراء الفيروس بلغت 43598 حالة. وتعافى 1364 شخصاً من المصابين حتى الآن. ومر نحو 21 أسبوعاً منذ الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة في بريطانيا.

تعليقات

اكتب تعليقك