‫مبارك العبدالهادي: الحظر المنزلي سمح لنا بالتفكير في عدة أحداث ومشاهد مختلفة وقراءة لبعض الأوضاع المقلوبة رأسا على عقب‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 882 مشاهدات 0


الحظر المنزلي سمح لنا بالتفكير في عدة أحداث ومشاهد مختلفة وقراءة لبعض الأوضاع المقلوبة رأسا على عقب، وخلال ذلك فوجئت بأحداث فيلم تجول وتصول في مخيلتي، وأحداث فيلمنا تدور حول مؤامرة التفكيك للشعوب كل على حسب متانته الاقتصادية وديانته المتمسك بها، فبدأت مجموعة من الشخصيات التي تدير مجموعة شركات عملاقة بعقد اجتماع طارئ لخلق 

آلية جديدة لضرب جميع المنافسين لهم، فضلا عن تصريف تجارتهم التي وصلت إلى المناديل الورقية وزرع الرعب والخوف في نفوس الآمنين وإقامة حالة من الفوضى.

المشهد الأول:

وباء يجتاح شركة عملاقة ومنافسة بشدة حتى انتشر بين جميع العاملين فيها دون رحمة، فأصبحت بمنأى عن العالم، بل فيروس يخشى الكل الاقتراب منه، أو الاحتكاك به، فتتراجع أوضاع الشركة وتتدهور بعد أن اخترق جسدها هذا الوباء، والشركات الأخرى تتابع الوضع وتراقب، وأصبح هناك من يشمت بها ليشفي غليله.

المشهد الثاني:

الوباء يتمدد وينتقل إلى شركة أخرى هي معقل لطائفة من العمال الذين يؤمنون بها وبمراجعها لأنها مركز أساس في قراراتهم الحياتية والدنيوية والدينية.

المشهد الثالث:

الوباء يتمدد ليضرب شركة أخرى ذات معتقد آخر بأفكارها، وهي مركز مهم لشركات وموظفين آخرين منتشرين في مختلف أنحاء العالم، وينتشر بينهم بصورة سريعة وغير متوقعة رغم الآليات الحديثة التي تعتمدها الشركة في سبل الوقاية.

المشهد الرابع:

الوباء ينتقل ويضرب الشركات ذات الأموال، والتي لجأت إلى الإغلاق مبكراً حتى لا تواجه كوارث أكثر، وصلت إلى أهم المراكز التابعة لها، وأصبحت شركاتهم مدنا للأشباح خاوية بلا «أنيس أو ونيس»، والكل ينتظر الفرج وولادة يوم جديد للقضاء على هذا الوباء الذي صنعه واخترعه مجموعة من المنافسين الذين يعتبرون أنفسهم على رأس الهرم دائما، مع تطبيق سياسة شفط الأموال دون رحمة إلى أن وصلت للمناديل والمطهرات والمعقمات التي أسعارها في بعض البلدان فاقت الماركات، بعد أن أصبح من الصعب الحصول عليها.

المشهد الأخير:

الشركات جميعها أصبحت تفرض الضريبة على هؤلاء المستبدين رغم تعافي الشركة مصدر الوباء وإدراكها أنها تعرضت لضربة مفاجئة، في حين بقية الشركات تبحث عن الحلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه رغم انهيار اقتصادها وتعطل أعمالها وتدهور أحوالها وإدخال الرعب في نفوس الآمنين فيها، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في عالم غلبت عليه قوى الطغيان التي لا ترحم أحداً، وتسعى إلى تدمير من يقف تجاهها ومواجهة كل من يقف حجر عثرة في طريقها، خصوصاً بعد أن نجحت في سياسة الرعب والخوف الذي سكن قلوب الجميع.

العبرة في هذا الفيلم الذي لن يرى النور أننا في دوامة لن تنتهي، لكننا على أمل البقاء والفرج من رب البشرية جمعاء، فتفاءلوا بغد أجمل، والقادم أفضل لنعيد البناء من جديد، خصوصاً بعد هذا الوفاء من أبناء وطن عرف عنهم العزوة والتعاضد.

تعليقات

اكتب تعليقك