ما حقيقة شريحة بيل غيتس للتحكم في البشر؟ وما علاقة كورونا بها؟
منوعاتالآن - وكالات يونيو 25, 2020, 8:31 ص 783 مشاهدات 0
فقط لأنه الملياردير الذي يهتم بالصحة العالمية.. عاد "المتهم البريء" بيل جيتس بقوة إلى ساحة الرأي العام العالمي ليس بصفته عملاق التكنولوجيا الأمريكي أو مؤسس مجموعة "مايكروسوفت" ولكن بصفته "نجم المؤامرات" حسب ما وصفته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتوالت الاتهامات على جيتس ما بين إنه "اخترع كوفيد-19" ويريد إفراغ الأرض من سكانها وأنه "زرع شرائح إلكترونية في البشر".
وأصبح الملياردير الأمريكي الشهير الهدف المفضل لأصحاب نظريات المؤامرة الذين يستفيدون من خلال منشوراتهم في زيادة عدد المشاهدات مع تفشي الوباء.
وشرح روري سميث وهو مدير البحوث في "فيرست درافت" وهي شبكة من وسائل إعلام تعد مشاريع لمكافحة التضليل عبر الإنترنت أن جيتس الذي أصبح فاعل خير استحال "دمية فودو يزرع فيها المتآمرون من جميع المشارب"، مثل الإبر، "نظرياتهم المختلفة".
ووصفت ويتني فيليبس من الجامعة الأمريكية في سيراكيوز الملياردير الأمريكي الذي انخرط منذ 20 عاما عبر مؤسسة جيتس في حملات التلقيح ومكافحة الأوبئة، بأنه يستخدم "كفزاعة".
فقد حصد مقطع فيديو بالإنجليزية يتهمه، من بين أمور أخرى، بالرغبة في "القضاء على 15% من سكان العالم" عن طريق اللقاحات وزرع رقائق إلكترونية في أجساد البشر، ما يقرب من مليوني مشاهدة على "يوتيوب" في أقل من شهرين.
وهذه الادعاءات "زادت بشكل صاروخي" بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان بحسب روري سميث إلى درجى بات فيه الفيديو التضليلي باللغة الإنجليزية الموجه ضد بيل جيتس الآن أكثر المنشورات المرتبطة بكوفيد-19 الذي أودي بحياة أكثر من 300 ألف شخص حول العالم، شيوعا، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"،.
"مستفيد"
ويمكن العثور على الادعاءات المضللة في أرجاء العالم وبكل اللغات على "فيسبوك" و"إنستقرام" و"تويتر" و"واتساب" و"4تشان" و"ريديت"... وقد تحققت وكالة فرانس برس من أكثر من 12 منشور حقق نسب مشاهدة عالية بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبولندية والتشيكية.
ومن خلال الاقتباسات المحرّفة وتركيب الصور والاختصارات المضللة، تتهمه هذه المنشورات برغبته في إعطاء لقاح مسموم للأفارقة من خلال شل مئات الآلاف من الأطفال والسيطرة على منظمة الصحة العالمية واستخدام أدمغتنا لإنشاء عملات افتراضية.
وإذا كان جزء كبير منها متداولا قبل تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن الادعاءات التي تستهدف بيل جيتس تشترك في نقطة واحدة: اتهامه بالرغبة في الاستفادة من الوباء مثل شخصية "المستفيد من الحرب": السيطرة على العالم أو زيادة ثروته من خلال بيع اللقاحات.
وقال سميث "هذه النظريات يمكن أن تقلل من ثقة الناس في المنظمات الصحية وتخفض معدلات التلقيح، وهو أمر مثير للقلق".
وأوضحت الباحثة كينغا بولينتشوك ألينيوس على مدونة لجامعة هلسنكي "يجب على أي نظرية مؤامرة أن تكشف مطلقها" مضيفة "لأنه انتقد إدارة ترامب ولأنه قطب تكنولوجيا تحول إلى فاعل خير وهو مروج كبير وممول لحملات التلقيح والمؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، فهو كبش فداء مثالي للأزمة".
زيكا سبق كورونا في قائمة الاتهامات
وقال سيلفان ديلوفي الباحث في علم النفس الاجتماعي في جامعة رين "لم يصبح نجم نظريات المؤامرة فقد كان كذلك منذ فترة طويلة".
فقد اتهم بيل جيتس في السابق بالوقوف وراء وباء زيكا كما قال هذا الاختصاصي في نظريات المؤامرة، لكن بفضل الأزمة الصحية الحالية غير المسبوقة، يحطم بيل جيتس المستويات القياسية.
وتابع روري سميث "هذا ليس مفاجئا، نظرا إلى أنه مرتبط بقضايا الصحة العامة بطرق مختلفة مع المشاريع التي أطلقها حول العالم".
ومن بين النظريات، أن بيل غيتس هو من صنع الفيروس و"الدليل؟" لديه "براءة اختراع" و"تنبأ بالوباء" خلال مؤتمر في العام 2015.
في الحقيقة؟ قدم معهد بحثي تلقى تمويلا من مؤسسة غيتس، براءة اختراع لفيروس كورونا حيواني المنشأ.
ومثل جزء من المجتمع العلمي، كان بيل غيتس قد عبر عن قلقه من احتمال تفشي جائحة ما.
ما وراء الانقسامات السياسية
وهذه الادعاءات الكاذبة تشاركتها أيضا شخصيات معروفة مثل الممثلة الفرنسية جولييت بينوش في تجاوز للانقسامات السياسية.
وقد أثار بيل جيتس المنتقد لدونالد ترامب غضب لورا إنجراهام مقدمة البرامج التلفزيونية المحافظة التي اتهمته برغبته في "تعقب" الأشخاص من خلال اللقاحات.
وإثباتا لشعبية هذه النظريات، يمكن إيجادها على الجانب الآخر من رقعة الشطرنج السياسية مع روبرت كينيدي جونيور، ابن شقيق الرئيس الديموقراطي السابق المناهض لترامب وللقاحات.
وإن أردنا التبسيط، فإن ثروته وكونه من عمالقة التكنولوجيا تجعلانه شخصا "مشتبها" لدى اليسار المتشدد، في حين أن شخصيته الدولية المؤثرة تجعله تجسيدا لـ"نزعة عالمية" يكرهها " اليمين المتشدد، كما شرح سيلفان ديلوفي.
تعليقات