د.عبداللطيف بن نخي: قدرة منتسبي هيئة «التطبيقي» على الانخراط في سوق العمل وخدمة المجتمع أمر حيوي مرتبط بهوية الهيئة ودوافع إنشائها
زاوية الكتابكتب د. عبد اللطيف بن نخي يونيو 20, 2020, 9:41 م 558 مشاهدات 0
أثبتت الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب إبّان جائحة كوفيد - 19 أنها تحتضن الكثير من المخلصين في أداء رسالتهم الأكاديمية والمتميزين بخبراتهم وإنجازاتهم. لذلك أدعو الهيئة إلى الاستثمار بهم وفي إنجازاتهم من أجل النهوض بدورها ومكانتها في المجتمع وسوق العمل، من خلال إشهار إنجازاتهم والإشادة بأصحابها واعتبارهم قدوات حسنة ونماذج يحتذى بها من قبل سائر زملائهم. وأنا بدوري سأشير إلى بعض القدوات عبر تسمية أصحاب المبادرات الفردية وتسمية مراكز العمل بالنسبة للمبادرات المؤسسية، مع اعتذاري المسبق إلى نظرائهم الذين لم أشر إليهم لعدم اطلاعي على إنجازاتهم.
أوّل القدوات هو المرحوم الأستاذ الدكتور جعفر قاسم، مساعد العميد للشؤون الأكاديمية في كلية العلوم الصحية، وذلك لكونه أول المتطوعين لمكافحة الجائحة، ولجهوده الحثيثة - بالتعاون مع زملائه رؤساء الأقسام العلمية - لحشد ما يقارب 280 طالباً وطالبة من الكلّية للتطوّع في المحاجر الصحية. فضلاً عن دوره في اقتراح وتشكيل لجنة الطوارئ الطبية بالكلية. وهنا لابد من الإشادة أيضاً بجهود منظمي التطوّع في كلية التمريض.
وفي ما يخص الاستعدادات للتعليم عن بعد، فهي متعدّدة، ولكن أولها - حسب اطلاعي - هو الندوات التي نظّمت في الفضاء الافتراضي من قبل مركز ابن الهيثم منذ الأيام الأولى من الجائحة، وكان أبرزها ملتقى «طاقات» الذي نظم قبل قرابة شهر بالتعاون مع المعهد العالي للطاقة. وتلاها تطبيق خطة قطاع الخدمات الأكاديمية المساندة - التي أشادت بها اللجنة الوزارية المشكّلة للتعليم عن بُعد بمجلس الوزراء - وبدأ بتنفيذها عمادة شؤون الطلبة ومركز القياس والتقويم والتنمية المهنية. حيث نظما العديد من الدورات بالتعاون مع مركز تقنية المعلومات والحاسب الآلي، لتدريب الطلبة وأعضاء هيئة التدريس. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الجهود الجبارة تمت خلال فترة تعطيل العمل في الهيئة.
وبالنسبة لخدمة سوق العمل والمجتمع من قبل مراكز عمل تابعة للهيئة، فيسطع الملتقى الإلكتروني الأول لكلية الدراسات التجارية حول الحلول الاقتصادية والمالية والتقنية في ظل تأثير الجائحة. ويليه الملتقى العلمي الخليجي لجائحة كورونا من منظور شرعي ونفسي وتربوي، الذي نظمته أقسام علمية بكلية التربية الأساسية بالتعاون مع مركز ابن الهيثم.
وأما بالنسبة لخدمة سوق العمل والمجتمع من قبل منتسبي الهيئة، فلابد من الإشارة إلى مشاركة الدكتور سلمان خريبط من كلية الدراسات التجارية في اللقاء الذي نظمته اللجنة المالية البرلمانية مع القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة للوقوف على أبرز التحديات الاقتصادية المترتبة على جائحة كورونا، والتشريعات الواجب توافرها لتجاوز الأزمة. حيث عرض الدكتور تجارب العديد من الدول في تخطي ذات التحديات، وقدم للجنة البرلمانية توصيات مبنية على دراسة علمية شارك فيها بصفته مستشارا في المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ومسك الختام، مع فريق العمل المشكّل من مجموعة أعضاء هيئة التدريس بقسم تكنولوجيا الهندسة الإلكترونية في كلية الدراسات التكنولوجية، برئاسة الدكتور إبراهيم سلطان وعضوية الدكاترة أحمد الحسن وحميد خلف وطارق العوضي وأحمد المطوع ومحمد المؤمن والمهندس عبدالله الهاجري. حيث صمّموا وشغّلوا بالتعاون مع متطوّعين آخرين خطاً لإنتاج الكمامات البلاستيكية في جمعية المهندسين الكويتية بمعدل إنتاج 2500 كمام في اليوم. ثم انتقلوا إلى الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة وأنشأوا خطّي إنتاج: الأول لإنتاج ما يقارب 2700 كمام بلاستيكي في اليوم، والثاني لإنتاج ملابس طبية.
قدرة منتسبي هيئة «التطبيقي» على الانخراط في سوق العمل وخدمة المجتمع، أمر حيوي مرتبط بهوية الهيئة ودوافع إنشائها. وحيث إن الجائحة أكّدت ضرورة هذه القدرة في تحقيق الأمن الوطني الشامل. لذلك أدعو الهيئة إلى إعداد وتبني مؤشرات لقياس هذه القدرة ضمن خططها الإستراتيجية، مع الالتزام بنشر نتائجها السنوية... «اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه».
تعليقات