‫حسين الراوي: أُولئك المتورطون في قضية النائب البنغالي هُم بشكل أو آخر خائنون للوطن خائنون لضمائرهم خائنون للمواطن الكويتي الذي كان ينتظر منهم العدل والحق والإنصاف‬

زاوية الكتاب

كتب حسين الراوي 944 مشاهدات 0


هناك سمكة اسمها الريمورا، وتسمى أيضاً سمكة اللزاق، وسمكة المصاص، وقملّة القرش، ومن أبرز صفات سمكة الريمورا أن لها في أعلى رأسها جزءاً يساعدها على الالتصاق بالأسماك الأكبر منها حجماً، مثل أسماك القرش وغيرها، حيث تُلصِق الريمورا رأسها من الأعلى في تلك الأسماك الكبيرة، ثم تتحرك معها لمسافات طويلة أين ما اتجهت، بانسيابة ومرونة، من دون أن تُكلّف نفسها عناء الجهد والحركة، وهي تفترس ضحاياها من الأسماك الصغيرة أثناء رحلة التصاقها تلك بالأسماك الكبيرة. ومن صفات الريمورا أنها متطفلة، وتقبل أن تأكل بقايا أكل الأسماك الملتصقة بها، وهي تفضل الحياة السهلة المريحة، وتعيش في البحار الدافئة.
في الحقيقة حال وصفات وطباع سمكة الريمورا ذكرني بحال وصفات وطباع بعض الناس، الذين يعشقون الالتصاق بالأشخاص الأكبر منهم في النفوذ والأهمية والشأن، فتراهم يقتربون من أُولئك الأشخاص الحِيتان ويلتصقون بهم بخِسة وبلا ضمير، ليستفيدوا منهم ويأكلون من بقايا طعامهم حتى وإن كان الأشخاص الحيتان يأكلون السُحت والحرام! تماماً مثل أُولئك المتورطين في قضية النائب البنغالي، المُتهم بالاتجار بالبشر والإقامات وغسل الأموال في الكويت، المنظورة قضيته حالياً من قِبل النيابة العامة، والمتوّرط بها سبعة مسؤولين بارزين، بعضهم أحيل إلى التقاعد، وآخرون ما زالوا على رأس عملهم في ثلاث جهات حكومية، جميعهم متواطئون مع المتهم، وحصلوا على رُشى وهدايا لتسهيل عملياته المشبوهة!
أُولئك المتورطون في قضية النائب البنغالي، هُم بشكل أو آخر خائنون للوطن، خائنون لضمائرهم، خائنون للمواطن الكويتي الذي كان ينتظر منهم العدل والحق والإنصاف، وأُولئك المتورطون جميعاً هُم أخطر وأقبح بكثير من سمكة الريمورا.
في نهاية المقال، كم سمكة ريمورا عندنا في الكويت إلى الآن لم يتم اصطيادها؟!

تعليقات

اكتب تعليقك