‫عبدالعزيز الكندري: ما حصل في وسائل التواصل الاجتماعي هو في حقيقته استقواء على الوافد الضعيف الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وليس من شرف الخصومة‬

زاوية الكتاب

كتب 820 مشاهدات 0


«أقرب موارد العدل القياس على النفس»... جمال الدين الأفغاني.
توصيف وتشخيص المشكلة بشكل صحيح يساعد على حل 50 في المئة من أي مشكلة تواجهك في الحياة، سواء للأفراد أو المؤسسات، ولعل مشكلة الوافدين إحدى القضايا التي تظهر على السطح بين فترة وأخرى، وفِي الغالب يتم التعاطي بها بشكل عاطفي من دون وجود حلول حقيقية لهذه المشكلة ومن سنوات طويلة.
هناك الكثير من الوافدين لهم دور كبير ومشهود في السابق والوقت الحالي، خصوصاً والكثير منهم يوجد في الصفوف الأمامية بجانب الدكاترة والممرضين الكويتيين، وبعضهم قدّم روحه فداء للكويت ومن مختلف الجنسيات المصرية والفيلبينية والهندية وغيرها.
أما ما حصل في وسائل التواصل الاجتماعي هو في حقيقته استقواء على الوافد الضعيف، الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وليس من شرف الخصومة في شيء أن تتحدث عن إنسان من دون أن تعطيه فرصة وتمكنه من أن يدافع عن نفسه، وشاهدنا مقاطع عدة للاعتداء على الوافدين قبل أيام بعضها لأسباب تافهة، نعم صحيح أننا نعيش ظروفاً استثنائية - وهذا يشكل على الناس ضغطاً نفسياً - ولكن الطرح الحاصل في مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ساعد على ذلك كثيراً.
وبدل أن نتحدث عن الوافدين وننظر إليهم هذه النظرة السلبية، لماذا لا نقوم بتحسين ظروفهم المعيشية التي تليق بالإنسان الآدمي، وعلى فكرة نشر بعض المقاطع المسيئة عن جالية معينة ليس دليلاً على سوء أبناء هذه الجالية كافة، ولكن مع الأسف نلاحظ من بعض وسائل الإعلام التركيز على بعض الجاليات لتشتيت الانتباه عن القضايا الرئيسة.
اليوم أي جالية وشعب يعيش على كوكب الأرض حاله من حال غيره، تجد فيه الإنسان الصالح والسيئ، ولكن تسليط الضوء على عناصر وصفات معينة والنظر بعين واحدة هنا تكمن المشكلة، وتعميم النظرة السلبية على الجميع، وللأسف من أناس كان من المفترض أن يكونوا منصفين وإلّا هم أبعد الناس عن الموضوعية!
نحن ما زلنا بحاجة ماسة للوافدين، فالكثير من الأعمال ليس لدينا أعداد كافية من المواطنين للقيام بها، وعلى سبيل المثال المجال الطبي، فهناك العديد من المستشفيات الجديدة التي لم يتم تشغيلها وأحد الأسباب نقص الكوادر الطبية. أو في مجال التعليم فما زلنا نحتاج إلى مدرسين لأن الكفاءات الكويتية غير كافية لسد الاحتياجات، والأمثلة كثيرة في ذلك.
وعندما ندير حلالنا وأموالنا الخاصة نبحث عن أفضل الكفاءات من دون النظر إلى الجنسية، وإنما المعيار للكفاءة لأنها أموالنا الخاصة ونحرص على تنميتها ونموها، فمؤسف ألا أهتم وأحافظ على أموال البلد، ومَنْ يلاحظ الشركات الكبيرة والعائلية والخاصة، يجد غالبية الموظفين الكبار هم من إخواننا الوافدين بسبب كفاءتهم بجانب شباب الكويت، والكثير من كبرى الشركات العالمية غالبية الرؤساء التنفيذيين من الجالية الآسيوية.

تعليقات

اكتب تعليقك