‫داهم القحطاني: لقد رأينا خلال وباء «كورونا» كيف عرَّضت هذه التجارة حياة الكويتيين والمقيمين القانونيين للخطر لهذا وبالفعل حانت لحظة المواجهة مع هذه الرؤوس الكبيرة بدلاً من الانشغال في القبض على «الزعاطيط»!‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 511 مشاهدات 0


‫منذ عشرات السنين وتجارة الإقامات في الكويت مزدهرة، رغم كل القوانين والتصريحات، فهل الحكومات المتعاقبة عاجزة؟ وما السر الكبير الذي يجعل هذه القضية غير قابلة للحل؟ ‬

‫ببساطة هذه تجارة لن تنتهي إلا إذا اعتبرتها الحكومة خطراً يهدد الأمن الوطني الكويتي، واستعدت لحرب حقيقية ضدها، تدوم سنوات للقضاء عليها. لكن، لماذا كل هذا التخويف من تجار الإقامات؟ وكيف يمكن لدولة كاملة أن تقف عاجزة أمام أفراد؟ ‬

‫السبب بسيط جدّاً.. حجم تجارة الإقامات في الكويت يتجاوز مليار دينار كويتي سنويا، وهذا تقدير متحفّظ؛ فالحجم الحقيقي قد يفوق ذلك. ‬

‫لهذا، لا يمكن أن نتخيّل أن هؤلاء المجاميع الذين يديرون هذه التجارة الضخمة والسهلة سيتخلّون عنها بكل سهولة. ‬

‫هناك حجم هائل من هذه الأموال التي تتيح لهؤلاء الفاسدين التغلغل عبر وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي لتشكيل رأي عام مزيّف، يهوّن من تجارة الإقامات، ويضخم قضايا أقل شأناً. ‬

‫في المكسيك تمت الاستعانة بالجيش، وفي إيطاليا كذلك، حين قررت الحكومتان مواجهة الهجرة غير الشرعية التي تنظمها شبكات إجرامية تتاجر في البشر، وتعدهم بتسهيل هجرتهم. ‬

‫لهذا، يشعر كثير من الكويتيين بأن تهديدات المسؤولين لتجار الاقامات مجرد كلام ليل يمحوه النهار، وأن مواجهة هذه التجارة تتطلب حرباً حقيقية، وكل ما يقال غير ذلك مجرد كلام مرسل لا قيمة له. ‬

‫ان للشيطان أوجهاً عدة.. لهذا، قد تجد البعض الذي لا تشك في نزاهته مطلقا، وهو يعطل كل محاولة حقيقية للقضاء على تجارة الاقامات لأسباب شكلية يمكن تجاوزها.. وبعد فترة تجد هذا البعض، وهو يتمتع بمزايا مالية، وتجارية لم يكن يحلم بها. ‬

‫فمن أين أتى بكل هذا الثراء؟! بالطبع من تجارة «المليار دينار». ‬

‫هؤلاء التجار تجدهم يُسخِّرون شركاتهم ووسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل منع أي نقاش حقيقي ومتواصل حول هذه التجارة المشبوهة بهدف تعطيل كل حل، ولكي يقول بعض المسؤولين لأنفسهم «لنتجنّب صداع الرأس هذا ونترك القرعة ترعى».   ‬

‫إما أن تكون هناك مواجهة حقيقية وقوية وصادمة تقتلع تجارة الاقامات من جذورها.. وإما ستصبح هذه التجارة أمرا واقعا، وحينها لن يكون بالإمكان التخلص منها أبداً، وبالتالي سنجد مئات الألوف من العمالة المشبوهة الذين ليس لديهم عمل، وهم على استعداد للقيام بأي فعل يكسبهم المال، وإن تضمن ذلك القيام بجرائم نصب واحتيال وتزوير، وربما أعنف من ذلك. ‬

‫لقد رأينا، خلال وباء «كورونا»، كيف عرَّضت هذه التجارة حياة الكويتيين والمقيمين القانونيين للخطر.. لهذا، وبالفعل حانت لحظة المواجهة مع هذه الرؤوس الكبيرة، بدلاً من الانشغال في القبض على «الزعاطيط»!‬

تعليقات

اكتب تعليقك