10 أشخاص بغرفة واحدة وطوابير للحصول على الماء.. كارثة تهدد مليون لاجئ من مسلمي الروهينغا
عربي و دوليالآن - وكالات مايو 15, 2020, 8:47 م 617 مشاهدات 0
حذَّرت جماعات إغاثة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق بعد اكتشاف فيروس كورونا لأول مرة في مخيمات مترامية الأطراف تؤوي نحو مليون من لاجئي الروهينغا المسلمين في بنغلاديش.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 15 مايو/أيار 2020، فإن المعسكرات الواقعة في مدينة كوكس بازار البنغلاديشية، وهي أكثر تكدساً من بعض أزحم مدن العالم، تخضع للإغلاق منذ 14 مارس/آذار الماضي؛ في محاولة لمنع الفيروس من الانتشار.
أوضاع مأساوية: تخشى الجماعات الإنسانية من إمكانية انتشار الفيروس في المخيمات، حيث يعيش ما يصل إلى 10 أشخاص بغرفة واحدة، ولديهم وصول محدود في كثير من الأحيان، إلى أساسيات النظافة مثل الصابون والماء النظيف.
تُجبَر العائلات على الاصطفاف في طوابير عند نقاط توزيع مشتركة للحصول على مياه الشرب والطعام، ما يجعل التباعد الاجتماعي مستحيلاً.
علاوة على مشكلة التكدس تلك، هناك مشكلة أخرى، فعديد من اللاجئين، الذين فروا من الاضطهاد في ميانمار، مصابون بأمراض مزمنة أو لم يتلقوا التطعيمات الأساسية، وفقاً لخبراء الصحة.
حذَّرت منظمة "أطباء بلا حدود" الخيرية قبل جائحة "كوفيد-19″، من أن نحو ثلث المرضى الذين عالجتهم المنظمة كانوا يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي مثل ضيق التنفس، ما يعني أنهم معرَّضون لخطرٍ أكبر في حال أصيبوا بالمرض. والخدمات الصحية التي تُقدَّم للاجئين الذين يمرضون محدودة.
إصابات جديدة في بنغلاديش: يزداد قلق خبراء الصحة وزعماء الروهينغا مع استمرار ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا في بنغلاديش، التي سجلت إلى الآن 18863 إصابة، و283 حالة وفاة.
قال شميم جهان، مدير مكتب منظمة "أنقِذوا الأطفال" في بنغلاديش، في بيان، إن الفيروس اجتاح البلاد بالفعل، مضيفاً: "هناك ما يقدَّر بنحو 2000 جهاز تنفس اصطناعي في بنغلاديش كلها، تخدم تعداداً يصل إلى 160 مليون شخص! في مخيمات الروهينغا لا توجد أسرَّة للعناية المركزة بالوقت الحالي".
تابع: "الآن، مع وصول الفيروس إلى أكبر مخيم للاجئين بالعالم في كوكس بازار، ندرس احتمالاً واقعياً للغاية بأن آلاف الأشخاص قد يموتون من كوفيد-19. هذا الوباء قد يعيد بنغلاديش عقوداً إلى الوراء".
تطوَّع أفراد من المجتمع المحلي لمشاركة المعلومات بشأن المرض، لكن مثل هذه الأنشطة لزيادة التوعية يعيقها حظر الإنترنت المفروض على المخيمات، ما يعني أن الأشخاص عاجزون عن الوصول إلى المعلومات الضرورية بشأن الصحة العامة. وطُلِب من منظمات الإغاثة أيضاً أن تُخفض إلى حدٍّ كبير وجودها في المخيمات بهدف تقليل خطر نقل العدوى.
وضع مشابه في ميانمار: فقد حذَّرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، المعنيَّة بالدفاع عن الحقوق والحريات، من خطورة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على حياة مسلمي أراكان الموجودين في معسكرات اللجوء بميانمار.
إذ أكدت المنظمة الحقوقية أن أوضاع معسكرات اللجوء التي تعاني من كثافات كبيرة، ولا تطبَّق فيها معايير النظافة، ولا توجد فيها مساحات تسمح بالحركة، تجعل اللاجئين عرضة للإصابة السريعة بفيروس كورونا في حال إصابة أحد الأشخاص به.
ففي هذه المعسكرات يستخدم 40 شخصاً المرحاض نفسه، و600 منهم يستخدمون الصنبور نفسه، وهي أمور من شأنها تسهيل عملية انتشار الفيروس بشكل كبير، إذ أكد التقرير أن الكثافة المرتفعة بتلك المخيمات تجعل من الصعب اتخاذ المسافة الشخصية بين النزلاء، لافتاً إلى تعمُّد السلطات في ميانمار تقييد حرية سفر اللاجئين.
فيما حذَّرت المنظمة من أن 350 ألف شخص تقريباً باتوا على أعتاب كارثة صحية، موضحةً أن اللاجئين لا تُجرى لهم اختبارات الكشف عن الفيروس، مطالبةً حكومة ميانمار برفع القيود المفروضة على مسلمي أراكان، وشدد البيان في الوقت ذاته على ضرورة تخصيص مساحات لهم تسمح باتخاذ المسافات المطلوبة بين اللاجئين؛ لمنع انتقال الفيروس.
تعليقات