داهم القحطاني: فيروس كورونا قد لا يجد العلماء له أي علاج أو مصل لهذا وبدلاً من التأخر بتقبل هذه الاحتمال المر منذ الآن علينا أن نضع خطة تنفيذية لإعادة تشغيل المرافق العامة مع وجود إجراءات وقاية صارمة
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني مايو 10, 2020, 10:42 م 636 مشاهدات 0
السؤال الأهم الذي يدور في كل دول العالم: متى سينتهي وباء كورونا وتعود الحياة إلى طبيعتها؟ للأسف لا يملك أحد الجواب، فالأمر يخضع لألف احتمال واحتمال.
لهذا كله لا يوجد بديل عن التعايش مع هذا الفيروس، فالغاية بألا يحصل الضرر للإنسان، ولا شك أن استمرار إغلاق المدارس والمستشفيات والأسواق فيه ضرر كبير قد يصل في بعض الحالات إلى تردي الحالة الصحية لمصابين بأمراض خطيرة.
قبل وباء كورونا كان هناك من يموت من دون أن يتمكن الطب من إنقاذه لأسباب عدة، ومع ذلك لم يفكر أحد بإغلاق مظاهر الحياة رغم أن هذا الإغلاق كان سينقذ حياة أناس كثر.
لسنا هنا مع تطبيق ما يعرف بسياسة مناعة القطيع، فنحن مسلمون وعرب، كل نفس لها أهميتها وفي أي عمر كانت.. لكن مصلحة المجتمع بشكل عام تتطلب تحييد أثر وباء كورونا، والتعامل معه بحذر، ولكن من دون السماح له بالتسبب بكارثة أكبر تتمثل في تنامي احتمالات تعرض مرضى الأمراض العادية لأخطار أكبر بسبب الغلق غير المبرر لمراكز صحية تقدم العلاج المساند.
اليوم في الكويت هناك من يذهب للجمعيات التعاونية والأسواق الموازية ولا يصاب بفيروس كورونا بسبب وجود إجراءات التباعد الاجتماعي، وهناك من يُصاب بالفيروس وهو في منزله نتيجة عدم احترام هذه الإجراءات.
إذاً الوقاية في الأماكن العامة ممكنة، وقد نجحت دول عدة في تطبيقها، ومن أبرزها تايوان، والتي تعتبر من أولى الدول التي تحكمت في مسار فيروس كورونا ولا تزال من دون أن تضطر لفرض أي نوع من الحظر.
سنجد من يعارض مقترح إعادة تشغيل المرافق العامة، ومن يعد هذا التشغيل لامبالاة من التجار بحياة الناس.
ومهما قيل من مبررات للتعايش مع فيروس كورونا، سنستمر بسماع نغمة التشكيك حتى في النزهاء من التجار، وسنستمر بسماع نغمة تشكك بكل من يطالب بتشغيل المرافق العامة وتحمله مسؤولية الإصابات التي ستحدث جراء ذلك.
وهل هذا يعني مثلا أن رافضي تشغيل المرافق العامة يتحملون مسؤولية الوفيات التي تحصل في هذه اللحظات؟!
فيروس كورونا قد لا يجد العلماء له أي علاج أو مصل، لهذا، وبدلاً من التأخر بتقبل هذه الاحتمال المر منذ الآن، علينا أن نضع خطة تنفيذية لإعادة تشغيل المرافق العامة مع وجود إجراءات وقاية صارمة.
تعليقات