‫داهم القحطاني: للتو بدأت معركتنا الحقيقية فليتفرّغ كل المسؤولين لمهامهم وليركّزوا على القضايا الأهم وليترك بعض المسؤولين البحث عن التلميع الإعلامي فبالفعل ليس هذا بوقته‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 553 مشاهدات 0


‫اليوم بدأت مواجهة الكويت لوباء «كورونا»، وكل ما سبق كان مجرد الاستعداد الميداني واللوجستي لهذه اللحظات الحرجة والمرعبة التي تعيشها الكويت اليوم. ‬

‫تخلِّي دول عدة عن استقبال مواطنيها المخالفين لقانون الإقامة، وعدم قدرة الحكومة الكويتية على إجبارها على ذلك، وقبل ذلك السماح بدخول عشرات الآلاف للبلاد بداية الأزمة.. كل ذلك جعل شعب الكويت يواجه أكبر أزمة تهدّده منذ الغزو العراقي الآثم. ‬

‫لنستنطق لغة الأرقام حتى موعد كتابة هذه المقالة ‬

‫هناك 4619 مصاباً بفيروس كورونا في الكويت، يشكّل الكويتيون منهم 17 في المئة فقط، ومع ذلك تكاد تصل الطاقة الاستيعابية للنظام الصحي الكويتي كامل طاقتها. المرضى من ثلاث جنسيات فقط (الهند، مصر، بنغلادش) يشكِّلون 66 في المئة من المرضى. ماذا يعني كل ذلك؟ ‬

‫يعني وفقاً لمعدلات الإصابات الحالية، وباتباع السياسات نفسها، أن ما يُعرف بسياسة «مناعة القطيع» المحظورة ستُطبَّق لا محالة، وإلا فانهيار النظام الصحي سيحصل لا محالة، ليس فقط على مرضى «كورونا»، بل على كل المرضى، وهنا المحذور الأخطر، وهو أن يموت مرضى مصابون بأمراض أخرى غير «كورونا» بشكل متسارع. ‬

‫هل هذا يعني أن الحكومة الكويتية ستتخلّى عن معالجة المقيمين إذا أُصيبوا بفيروس كورونا، والتركيز على الشعب الكويتي فقط؟ بالطبع لا، فهذا النمط المطبّق في معظم دول العالم حاليا، ومن بين ذلك الدول الثلاث التي يشكّل مرضاها 66 في المئة من مرضى «كورونا» في الكويت، بالتأكيد لن يتبع هنا، فنحن مسلمون وعرب، ولدينا قدر كبير من الرحمة والإنسانية. ‬

‫ولكن هناك بدائل عديدة يجب اتباعها فوراً لمنع انهيار النظام الصحي في الكويت، أولها: تحويل قضية رفض بعض الدول استقبال مواطنيها إلى قضية سياسية عن طريق مخاطبة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وتوضيح أن النظام الصحي الكويتي لم يعد قادراً على مواجهة نسبة الـ83 في المئة من المرضى المقيمين، وأن استقبال دولهم لهم أمر يجب أن يتم فوراً. ‬

‫ثم تجب إعادة تنظيم مسألة دخول مرضى «كورونا»، بحيث يتاح للمواطنين، ولشرائح معيّنة من المقيمين، وتتم متابعة باقي المرضى عبر نظام «شلونك» ونقل المريض الذي يصل الى مرحلة حرجة. ‬

‫وميدانياً، يجب توسيع تطبيق الحظر المناطقي؛ ليشمل مناطق العمالة، خصوصا في مدينة الكويت ومناطق المنقف والفحيحيل وخيطان والفروانية، وتكليف الجيش الكويتي والحرس الوطني هذه المهام. ‬

‫كما تجب مداهمة أي تجمّع للدواوين والمناسبات، ويجب تطبيق حظر التجوال الجزئي بصرامة.   ‬

‫للتو بدأت معركتنا الحقيقية، فليتفرّغ كل المسؤولين لمهامهم وليركّزوا على القضايا الأهم، وليترك بعض المسؤولين البحث عن التلميع الإعلامي؛ فبالفعل ليس هذا بوقته.‬

تعليقات

اكتب تعليقك