لبنان تشتعل مجددًا.. اضطرابات عنيفة تهز طرابلس ومقتل متظاهر
عربي و دوليالآن - وكالات إبريل 28, 2020, 8:02 م 428 مشاهدات 0
اندلعت في لبنان احتجاجات عنيفة في مدينة طرابلس مع إضرام النار في مزيد من البنوك بعد ليلة من الشغب مات فيها أحد المحتجين خلال مظاهرات أججها الإحباط من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، حسب مصادر أمنية وطبية لبنانية.
تجددت اليوم (الثلاثاء 28 نيسان/ ابريل 2020) المواجهات بين محتجين غاضبين ووحدات من الجيش اللبناني في مدينة طرابلس في شمال لبنان، بعد تشييع متظاهر توفي متأثراً بطلق ناري أصيب به خلال مواجهات مماثلة ليلاً.
وعاد اللبنانيون إلى الشوارع مجدداً، غير آبهين بإجراءات منع التجول التي فرضها فيروس كورونا المستجد، مع بلوغ الأزمة الاقتصادية في البلاد طريقاً مسدوداً ومعاناة المواطنين من موجة غلاء غير مسبوقة.
وتأتي التحركات التي تخللها حرق عدد من المصارف وتحطيم واجهات بعضها الآخر، في خضم انهيار اقتصادي بدأت ملامحه منذ العام الماضي، دفع بمئات آلاف اللبنانيين إلى الشوارع بشكل غير مسبوق في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي ناقمين على الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد وفشلها في تحسين الوضع الاقتصادي. وأطاحت التظاهرات الحكومة السابقة، فيما لم تتمكن الحكومة الجديدة منذ مطلع العام من اتخاذ أي اجراء يخفّف من معاناة المواطنين.
ورشق المتظاهرون بعد ظهر الثلاثاء القوى العسكرية بحجارة اقتلعوا بعضها من أرصفة الشوارع. وحطموا واجهات خمسة مصارف وأضرموا النيران في عدد منها. كما أحرقوا سيارتين لقوى الأمن، ورد الجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريقهم.
وشيّع المتظاهرون الشاب فواز السمان (26 عاماً) الثلاثاء إثر وفاته متأثراً بطلق ناري أصيب به واتهمت عائلته عناصر الجيش بإطلاقه، في وقت أبدت قيادة الجيش "بالغ أسفها" لمقتله مؤكدة "انها فتحت تحقيقاً بالحادث".
وبحسب قيادة الجيش، أوقعت المواجهات ليلاً أربعين مصاباً في صفوفها، بينما أفادت هيئة صحية محلية عن إصابة أكثر من عشرين من المتظاهرين.
ويحتج المتظاهرون على الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الاستهلاكية وخسارة قدرتهم الشرائية مع تدهور قيمة الليرة. ويشكو كثيرون من عدم قدرتهم على تأمين لقمة عيشهم خصوصاً خلال شهر رمضان.
وقطع عشرات المتظاهرين طرقاً عدة في البلاد في الليلتين الأخيرتين، كما نظموا تحركات احتجاجية أمام عدد من المصارف. وعمل الجيش على فتح الطرق ما أوقع 14 إصابة أخرى في صفوفه وأوقف أربعة متظاهرين.
وساهم انهيار الليرة اللبنانية وزيادة التضخم وارتفاع البطالة في مضاعفة مصاعب لبنان الذي يعاني أزمة مالية قاسية منذ أكتوبر / تشرين الأول. وتفاقمت المصاعب الاقتصادية بإغلاق الأعمال وتوقف الأنشطة العامة سعياً للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق جميع بنوك طرابلس اعتبارا من اليوم الثلاثاء إلى حين استعادة الأمن قائلة إن البنوك استُهدفت في هجمات وأعمال شغب خطيرة.
وكثيرا ما كانت بنوك لبنان هدفاً للمحتجين أثناء الأزمة المالية والاقتصادية التي أدت إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية وتجميد أموال المودعين.
وبرزت الأزمة القائمة منذ فترة طويلة إلى السطح في العام الماضي عندما تباطأ تدفق رأس المال إلى لبنان واندلعت الاحتجاجات على نخبته السياسية.
وفقدت الليرة اللبنانية منذ ذلك الحين أكثر من نصف قيمتها مما أجج معدلات التضخم في بلد يعتمد بشدة على الواردات.
تعليقات