داهم القحطاني: لماذا تتعمد الحكومة خسارة فرصة كسب ثقة المواطن الكويتي بمثل هذا التأخر المريب عن تطبيق وعود أطلقها وزراؤها؟!
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني إبريل 26, 2020, 10 م 727 مشاهدات 0
لدينا في الكويت لجنة وزارية لم تقرر إلى الآن وقف استقطاع أقساط بعض القروض الحكومية، مثل أقساط بنك الائتمان وبيت الزكاة ومؤسسة التأمينات، رغم إعلان الحكومة عن ذلك.
هذا التأخر الحكومي يعيد المواطن إلى التعامل مع حكومات ما قبل «كورونا»، وهي حكومات لم تكن تنال ثقة المواطن الكويتي. لماذا تتعمد الحكومة خسارة فرصة كسب ثقة المواطن الكويتي بمثل هذا التأخر المريب عن تطبيق وعود أطلقها وزراؤها؟!
هذا يذكرنا بالوعد الحكومي البرلماني بتخصيص حصص مجانية من «البنزين» عام 2016 بشكل شهري، وعدم تطبيق هذا الوعد إلى هذه اللحظة.
الحكومة الآن يبدو أنها تتابع أسلوب الوعد بحصص «بنزين» مجانية للترويج لقرار معين ثم يتم التراجع بعد أن يمر القرار. الشيخ صباح الخالد محظوظ جداً؛ فهو قد تولى منصب رئيس الوزراء من دون حاجة إلى التصويت بنيل ثقة البرلمان المسبقة، ولهذا عليه، وأمام هذه السهولة في التعيين رئيساً للوزراء، أن يسعى إلى أن تنال حكومته ثقة الشعب، لا أن ينظر إلى الحكومة بريبة، وتخوف من التراجع عن وعودها.
سبق لي أن قدمت تصوراً في كيفية تحويل منصب رئيس الوزراء إلى عمل مؤسسي عبر فريق عمل يضم الخبراء في كل مجال، فحالياً منصب رئيس مجلس الوزراء يعتمد على أداء الوزراء، وليس هناك آلية أو نظام عمل يتيح لرئيس الوزراء التأكد من أن الوزراء ينفذون الخطط الحكومية بشكل فعال.
لو كان هناك مثل هذا النظام لما تم التأخر في وقف سداد أقساط بعض المستحقات الحكومية على المواطنين، فهذا النظام لن يسمح للوزراء والوزارات بالتقصير في العمل بصورة تنعكس سلباً على موقف الرأي العام من رئيس الوزراء.
الحكومة لا تملك أن تتراجع عن وعودها عبر تعمد تفريغ هذه الوعود من محتواها عبر سياسة التذاكي السيئة، فالحكومة يجب أن تقدم مثالاً يجسد النزاهة والمصداقية، وإلا فلنقل على الثقة بالحكومة السلام.
تعليقات