د.علي الحويل: ستكون الكويت الأكثر تأثراً بين الدول الخليجية المنتجة للنفط فهي تعاني من عجز في ميزانيتها ولم تُعِد أي بدائل أو ردائف لبيع النفط ولو توسعت في صناعاته
زاوية الكتابكتب علي عبدالرحمن الحويل إبريل 23, 2020, 11:22 م 914 مشاهدات 0
أزمة ركود الاقتصاد والمال العالمية التي كانت متوقعة قبل أحداث جائحة كوڤيد - 19، قد أجمع خبراء الاقتصاد على حتميتها، فجاءت كوڤيد - 19 لتضخم منها ومن آثارها ولتعجل بوقوعها، سواء بما لها من تأثير مباشر محبط وكارثي على الاقتصاد العالمي، أو لتعزيزها مجموعة من الأسباب والعوامل التي لا يزال معظمها قائماً من قبل حدوث الجائحة حتى اليوم، كارتفاع الدين العالمي الذي بلغ 250 تريليون دولار، مقابل ناتج قومي لدول العالم مجتمعة الذي لا يزيد على 75 تريليون دولار، وتفكك الاتحاد الأوروبي الذي عجلت به أحداث «البريكزت» والاختلافات الجذرية في رؤية أوروبيي الشمال لدورهم في دعم دول الجنوب كاليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال في أزماتها المالية والاقتصادية.
يرى الخبيران البريطاني كينز والمصري دويدار أن خاصية إصلاح الذات في النظام الرأسمالي - الذي يسمح بالاحتكار وتكدس الثروات بيد القلة، وفقدان الأغلبية لمصدر دخلها ولقدرتها الشرائية، وبالتالي انخفاض الإنتاج وركود الاقتصاد - هو من يتولى إصلاح تعثره بإعادة توزيع الثروة عند بلوغه ما يعرف بنقطة الحضيض، وكانت آخر نوبة تصحيح قد جرت في 2008 وعرفت آنذاك بأزمة الرهن العقاري.
من جهة أخرى، فإن ساسة بحجم الدكتور هنري كسينجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق ورجل الأعمال الدكتور طلال أبوغزالة الأردني الشهير، يريان في تصعيد الولايات المتحدة من اتهاماتها للصين بإخفاء المعلومات المتعلقة بسرعة انتشار وشراسة فيروس الكوڤيد - 19 في مراحله الأولى، بأنها بهذا تصبح مسؤولة عن سرعة تحوله إلى جائحة، وعن الوفيات الناجمة عنه والأضرار الجسيمة التي أصابت الاقتصادين الأميركي والعالمي، وهو اتهام يخفي وراءه ردة الفعل الأميركية الغاضبة على ما استشعرته واشنطن من محاولات صينية بدعم روسي لإزاحتها عن زعامة وقيادة العالم، التي اضطلعت بها في السبعين سنة الماضية والحلول محلها، وهذا ما لا تقبل به أميركا وقد تلجأ لافتعال حرب قد تتطور إلى عالمية ثالثة - وإن اختلفت غاياتها - تقلّم بها أظافر الصينيين والروس، مستغلة تفوقها العسكري الكبير، كما يصفه بثقة مفرطة هنري كسينجر، والذي استطرد قائلاً: وسترهب بها أيضاً أعداءها الثانويين.
خليجياً ومحلياً فإن انكماش الإنتاج العالمي سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط و بالتالي - وضمن مجموعة أخرى من المسببات - إلى هبوط أسعاره، وستكون الكويت (الاقتصاد الـ58 على العالم) الأكثر تأثراً بين الدول الخليجية المنتجة للنفط، فهي تعاني من عجز في ميزانيتها، ولم تُعِد أي بدائل أو ردائف لبيع النفط ولو توسعت في صناعاته، بينما استثماراتها الخارجية تتعرض للتراجع.
تعليقات