‫داهم القحطاني: الخبراء لم يكونوا يتوقعون أي حل لمشكلة التركيبة السكانية على مدى عشر سنوات قادمة نظرا لتعقيدات هذه القضية.. ولكن "الغزو الكوروني حلها لنا"‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 839 مشاهدات 0


قبل عام 1990، طلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله رحمه الله من المختصين تقديم تصور لكيفية تخفيف أعداد الجالية الفلسطينية في الكويت بعد أن وصلت إلى رقم ضخم جدا بدأ يؤثر أمنياً واجتماعياً على المجتمع الكويتي. 

المختصون واجهتهم مهمة شبه مستحيلة، فمن كان يجرؤ على مجرد التفكير في تخفيف عدد الفلسطينيين في ظل نفوذهم الواسع في الكويت. 

هذه المعضلة الديموغرافية انتهت ومن دون تكلفة للأبد خلال الغزو العراقي للكويت فقد غادر مئات الآلاف من الفلسطينيين الكويت في ظرف أسابيع. 

الشيخ سعد التقى بأحد هؤلاء المختصين بعد التحرير، فقال هذا ضاحكا «حلها لنا صدام حسين». 

قبل 14 عاماً وفي عام 2006، كلف مجلس الأمة ديوان المحاسبة إعداد تقرير عن أسباب ارتفاع أعداد بعض الجاليات في الكويت بعد أن تضخمت بشكل ملحوظ. 

هذا التقرير لم يصدر للأبد بسبب حل مجلس الأمة في العام نفسه. 

قبل ثلاث سنوات، فوجئ الكويتيون بأن الإحصائيات تفيد بدخول 700 ألف عامل أجنبي في سنة واحدة رغم أن الحكومة كانت تعلن وفي كل مناسبة الحرب على تجارة الإقامات، وتكرر أنها لن تتسامح مع مسألة العبث في التركيبة السكانية. 

الارتفاع الجنوني في عدد المقيمين في الكويت خلال السنوات العشر الأخيرة أدى إلى مشاكل في البنية التحتية، فالطرق لم تصمم لهذا العدد الضخم، وشبكات المياه والكهرباء والمجاري كانت تعمل تحت ضغط رهيب. 

والنتيجة أن الكويت أصبحت محل تندر في المنطقة من حيث تردي الخدمات. 

في ظل كل هذه الفوضى كانت تتكرر التساؤلات في الرأي العام الكويتي حول إمكانية حل هذه المشكلة الكبرى في ظل العلاقات الدولية الحساسة والتي كانت ستعتبر أي تخفيض العمالة في الكويت بمنزلة حرب حقيقية. 

كل الخبراء لم يكونوا يتوقعون أي حل لمشكلة التركيبة السكانية على مدى عشر سنوات قادمة نظرا لتعقيدات هذه القضية. 

اليوم جاءت الفرصة على طبق من ذهب كما يقال، ففي ظل تداعيات تفشي وباء كورونا وارتباط ذلك بتواجد العمالة في كل بلد، وطلب بلدان كثيرة مغادرة العمالة المتواجدة فيها لحماية أنظمتها الصحية من الانهيار، لم يعد هناك أي تخوف كويتي من أي ردود فعل غاضبة لقرار تخفيض أعداد العمالة الوافدة.   

هذه فرصة كبرى لن تتكرر، فـ«الغزو الكوروني حلها لنا».

تعليقات

اكتب تعليقك