داهم القحطاني: علينا أن نفعّل المختبرات الإصلاحية لنجد عقاراً يعالج وضعنا السياسي الحالي إلى أن نتوافق على إجراء عملية جراحية للدستور الكويتي تخلّصه من الفيروسات التي تكالبت عليه طوال سنين
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني إبريل 14, 2020, 10:19 م 560 مشاهدات 0
فيروس كورونا سيذكره كثيرون كوحش صغير مستبدّ، اختطف الأرواح وبدّد الأموال، وأفقد بني البشر الشعور بالأمان.
لكن كثيرين أيضاً سيتذكرون أنه ــــ وبسبب هذا الفيروس ــــ تغيّر الأداء الحكومي في معظم دول العالم، وتحسّن إلى درجة كبيرة، ولم يكن هناك خيار آخر، فإما مواكبة الحدث، وإما الموت.
في الكويت كان التغيير الحكومي واضحاً جدّاً، وساعد في ذلك وجود رئيس وزراء جديد، هو الشيخ صباح الخالد، حيث كان يتخلّص للتو وتدريجياً من تبعات الحكومات السابقة، وكان ينتظر الفرصة التي يثبت فيها وجوده، وهو ما كان، حيث تألّق صباح الخالد بشكل يتناسب مع قدراته ونزاهته وصفات أخرى، سجلتها له في مقال سابق؛ عنوانه: «سأنتخب صباح الخالد».
بصراحة، لم يشعر كثيرون من الكويتيين منذ فترة طويلة بأن لديهم الآن بالفعل حكومة قوية ونشطة، وتعمل بطرق عملية وإدارية، ومنفتحة بشكل شفاف على الرأي العام الكويتي.
مجرد أن تكون لديك حكومة كهذه تشعر بالارتياح، وإن ضمّت وزراء متردّدين، أو وزراء يبحثون عن ترويج أنفسهم؛ فالعبرة برئيس الوزراء وبالمجموعة الأكبر من الوزراء، وهؤلاء الوزراء المتردّدون هم نقطة ضعف، يمكن تلافيها بتغيير وزاري سريع، طال أمده، بحيث يبقي على رجال الدولة من الوزراء، ويجنّب مجلس الوزراء عاقبة وجود وزراء متردّدين ووزراء يبحثون عن البطولة الشخصية والمستقبل البرلماني اللاحق.
الحكومة لديها من الأخطاء الكثير، لكنك كمواطن تشعر بأن هذه الحكومة «منك وفيك»، كما يقول المثل الشعبي، وأنت كمواطن أيضاً تشعر بأن رئيس الوزراء ومعظم الوزراء يبذلون قصارى جهدهم لخدمة المواطنين.
لهذا كله، علينا كمواطنين، ألا نبالغ في انتقاد الحكومة؛ لأنها تواجه حاليا حرباً مفتوحة مع أصحاب المصالح، فهؤلاء يريدون تحطيم أي حكومة تريد أن تعمل بشكل مستقل عنهم.
الأوضاع لن تكون وردية، وستواجه الحكومة حملات متوالية، وقد نجد الأخطاء الحكومية العادية تتحوّل إلى أزمات كبرى، بفعل أصحاب المصالح؛ ولهذا يجب على الإصلاحيين الانتباه إلى عدم الانسياق إلى مثل هذه الحملات التي يكون ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
وخلال كل ذلك، يفترض أن تكون هناك مشاريع إصلاحية للمنظومة السياسية برمتها، بحيث يتم إقناع الحكومة بضرورة تغيير النظام الانتخابي الحالي السيّئ، الذي أدى إلى هذا التراجع الخطير في الأوضاع العامة.
علينا أن نفعّل المختبرات الإصلاحية لنجد عقاراً يعالج وضعنا السياسي الحالي، إلى أن نتوافق على إجراء عملية جراحية للدستور الكويتي تخلّصه من الفيروسات التي تكالبت عليه طوال سنين.
تعليقات