محمد الوشيحي: إذا كان اللصوص يتوقعون أن يسكت الناس بعد القبض على تاجر إقامات واحد فهم واهمون تاجر واحد لا يكفي إلا إذا قرروا كعادتهم إعلان تحدي الشعب
زاوية الكتابكتب محمد الوشيحي إبريل 13, 2020, 11:38 م 566 مشاهدات 0
عادةً، أثناء الأحداث الكبرى، ينشغل الناس بالأحداث تلك وتنصرف أذهانهم عن أي شيء آخر، إذ تسحب الأحداث كل نقطة ضوء في المحيط وتُغرِق ما سواها في العتمة. وهنا، يتفرغ السادة والسيدات اللصوص لمزاولة ما يتقنونه جيداً، تحت العتمة والضجيج.
إلا في هذا الحدث، أزمة كورونا، فعلى الرغم من أنه الأكبر فإنه لم يسحب كل الأضواء من المنطقة المحيطة به! وهذا أمر يثير الاستغراب بقدر ما يثير السعادة. والمتابع للأحداث يرى التركيز المجتمعي على كل "الثغرات" التي من الممكن أن ينفذ من خلالها السيدات والسادة المذكورون.
بل أكثر من ذلك... فتحت هذه الأزمة ملفات ما كان مقدراً لها أن تُفتح، كتجارة الإقامات، التي يقاتل أربابها وأباطرتها هذه الأيام لتحميل العمال الغلابة كامل الذنب. ويبدو أنهم، حتى اللحظة، ناجحون. باستثناء واحد منهم. ولا أدري هل تقرر أن يكون هو وحده كبش الفداء وقطعة القماش التي تغلق فم الشعب، فلا يستطيع الصراخ بسببها، أم أنه حبة السبحة الأولى، التي ستكر بعدها بقية الحبات؟!
الأكيد أنه إذا كان اللصوص يتوقعون أن يسكت الناس، بعد القبض على تاجر إقامات واحد، فهم واهمون. تاجر واحد لا يكفي، إلا إذا قرروا، كعادتهم، إعلان تحدي الشعب واللعب على المكشوف، فهذه قضية أخرى.
على أن محاسبة المسؤول الذي قام بالتوقيع بـ"لا مانع" يجب أن تسبق محاسبة لص الإقامات، فالمسؤول هو المنبع ولص الإقامات هو المصب، ومن الحماقة محاولة تجفيف النهر القذر بالاكتفاء بتجفيف مصبه فقط، وترك المنبع.
تعليقات