‫د.عيسى العميري: هذا ليس وقت الاستجواب وخلافه فالوضع الداخلي لا يحتمل أي تأجيج أو تصعيد أو إرباك للحكومة والمجلس من خلال أي عمل غير محمود العواقب إذ إن الاستجواب «ملحوق عليه» ‬

زاوية الكتاب

كتب د. عيسى العميري 564 مشاهدات 0



في زمن «كورونا» - والذي نسأل الله عز وجل أن يزيل هذ الغمة عن الأمة وجميع البلاد في العالم - تسقط أي أسباب أو اعتبارات بعيداً عن المعالجة والسعي للحفاظ على سلامة الناس من هذه الجائحة العالمية، وبالتالي فإن أي موضوع يُثار في هذا البلد أو غيره من بقاع العالم كافة، غير موضوع الساعة، هو مضيعة للوقت وإرباك للوضع في البلاد.
وإن خروج صوت عزم على تقديم استجواب لرئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد، على خلفية تخفيض التصنيف الائتماني للكويت من خلال وكالة ستاندرد آند بورز وعدم الإعلان عن خطة طوارئ اقتصادية بالإضافة إلى أمور أخرى لا تمت بموضوع الساعة بصلة!...
هو أمر في غير توقيته المناسب، ففي المحن يقف الجميع خلف الدولة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، فليس هذا هو الوقت المناسب، إنه وقت السعي لحفظ البلاد والعباد من الخطر المحدق بالعالم أجمع، وهو وقت تقديم الاقتراحات البناءة للدولة والحكومة، والتي قد تساهم في مساعدة الحكومة على مواجهة الوضع الحالي بأفضل ما يمكن.
إن جهود جميع أبناء الوطن يجب أن تتركز في هذا الصدد، فهذا ليس وقت الاستجواب وخلافه، فالوضع الداخلي لا يحتمل أي تأجيج أو تصعيد أو إرباك للحكومة والمجلس، من خلال أي عمل غير محمود العواقب، إذ إن الاستجواب «ملحوق عليه» كما يقال.
ومن ناحية أخرى، فإن تقرير الوكالة العالمية غريب، إذ إن القاصي والداني، والذي يفهم في الأوضاع الاقتصادية وتحليلاتها، يستطيع أن يميّز هذا الوضع في العالم بأكمله، وذلك من خلال الإحصائيات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية لحالات جائحة «كورونا»، التي تلفّ الكرة الأرضية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، والأهم من هذا كله هو تلك الأخبار عن الجائحة التي تطغى على كل القنوات الفضائية، والتي تنقل - وعلى مدار الساعة - أخباراً عن تأثير الجائحة على كل البلاد... بمعنى أن أخبار كل القنوات في العالم ليس لها حديث إلّا «كورونا»، والتأثيرات التي تنتج عنها، والتحذير مما قد يحدث في العالم، وذلك من خلال هذا الحدث غير المسبوق، بانتشاره المريع، وبناء على ذلك كله فإنه من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد في العالم أجمع بهذا الحدث، ومن الطبيعي أن يتأثر كل ما على الكرة الأرضية سلباً...
نسأل الله السلامة وأن يحفظ الله هذا البلد آمناً مطمئناً من جميع الأمراض والأوبئة إنه سميع مجيب. والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك