‫د.تركي العازمي: ردود الأفعال لا تعالج لُب المشكلة وترك القرار مقصورا في مجموعة منتفعة إنما هو مؤشر على ضعف ميكانيكية اتخاذ القرار على نحو سليم... نحتاج إلى رجال دولة‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 542 مشاهدات 0



مرّ علينا وقت الرخاء الذي تجاوز فيه سعر برميل النفط الكويتي حاجز الـ130 دولاراً... وكنا كغيرنا نتساءل: تلك الوفرة المالية ماذا حصل معها؟

بعثرنا الفلوس... وظهر لنا مصطلح القيادات الباراشوتية وتبعثرت القيم الاجتماعية وتم تشويه مفهوم الولاء الوطني.

والآن٬ وبعد أن هبط سعر برميل النفط إلى 16 دولاراً وعاد إلى سقف الـ20 دولاراً وكان قبل ذلك قد هوى إلى 9 دولارات... وبين الانخفاض والارتفاع نبحث عن تنويع مصادر الدخل، وإعادة هيكلة شاملة تدني الكفاءات لمواجهة متطلبات الاقتصاد العالمي الجديد لكن قدر الله وما شاء فعل.

كنا نطالب بالإصلاح منذ قرابة عقد من الزمان، وجاءت كورونا لتكشف الآتي:

ـ أصبح التعامل الإلكتروني ممكناً... وينكم عنا من سنوات مضت؟

ـ اكتشفوا الخلل في التركيبة السكانية وتجار الإقامات: طيب وينكم عنا منذ أحداث خيطان 1996: هل كشفتم تجار الإقامات٬ والآن على عينك يا تاجر... العمالة السائبة تتحدث لوسائل الإعلام عن أصحاب شركات تجار الإقامات وثمن كل إقامة؟

ـ الحاجة للتعليم الإلكتروني للقضاء على الدروس الخصوصية على أقل تقدير.

ـ تجار الأزمات ظهروا في أزمة الأمن الغذائي... منذ سنوات نطالب بكشف العبث في الحيازات الزراعية والحيوانية، وحتى البصل كشفنا للجميع خطورة السماسرة والوسطاء وبعض الجميعات تشهد غياب البصل إلى الآن؟

ـ القسائم الصناعية٬ أين هي من توفير الأمن الغذائي والصناعات التي نحن أحوج إليها لتوفير ما يمكن توفيره، ولو على الأقل إقامة صناعات لمنتجات غذائية واستهلاكية في الكويت.

ـ العمل التطوعي أصبح مفهوماً وطنياً، وإن كان البعض «زودها حبتين» في «الشو»!

ـ القيادات... أين هي على أرض الواقع، فنحن لا نرى سوى كم وزير يتسيدون المشهد؟

تشوفون اللي نشوفه أو لا؟

الزبدة:
كم درس مر علينا٬ وكم أزمة عبرناها دون أن نخرج بعِبر وقرارات تصحيحية... إنها وبلا شك تفيد بأننا نفتقر إلى الإدارة الإستراتيجية، التي يعد التخطيط أحد سُبلها، وحتى إن كان لدينا مجلس أعلى للتخطيط.
ردود الأفعال لا تعالج لُب المشكلة٬ وترك القرار مقصورا في مجموعة منتفعة، إنما هو مؤشر على ضعف ميكانيكية اتخاذ القرار على نحو سليم... نحتاج إلى رجال دولة.
وجهوا السؤال الآتي: هل حاسبتم فاسداً واحداً؟ وماذا عن الأموال العامة المسروقة؟
مَنْ لم يستطع إدارة مؤسسات الدولة في وقت الرخاء٬ فطبيعي جداً أنه لن يستطيع إدارة الوضع في الأزمات، وإن كان البعض يحاول تسخير الوسائل الإعلامية لتلميع صورته... أصبحت الصورة مكشوفة!
تشوفون اللي نشوفه؟... وإن كنتم ترون واقع الحال والأسباب التي أدت إليه: فماذا أنتم فاعلون؟
إنها أزمة إدارة وغياب لأخلاقيات العمل وإبعاد للكفاءات٬ هذا ما نعاني منه ونسأل الله أن نصحو من غفلتنا ونتعلم من هذه الأزمة، ونواجه كل فاسد ومفسد ومقصر من القيادات من دون أي استثناء... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك