د. أحمد الخطيب: نحن بحاجة للمصالحة.. العفو السياسي لا مكان له مطلوب إجراء استثنائي لمعالجة هذه الحالة الاستثنائية
محليات وبرلمانالآن إبريل 11, 2020, 8:39 م 763 مشاهدات 0
الموقع الجغرافي الاستراتيجي المميز ممكن أن يكون نعمة لأهله وممكن أن يكون نقمة على أهله إن لم يتعاونوا على الحفاظ عليه وخصوصا إذا كان هذا الكيان صغير الحجم بالنسبة لدول الجوار ، هذه قاعدة عامة لسنا مستثنين منها ، وحكمة أهل الكويت الأوائل أوصلتنا إلى وضع ممتاز عقود كثيرة ، فمكونات هذا المجتمع المختلفة المتناغمة مع دول الجوار المتنوعة المشارب استثمار لمصلحة الوطن مما جعلها درة الخليج ، فهي جارة لكل من العراق والسعودية وإيران ، وفيها الميناء العميق الوحيد المجاور لهذه الدول ، والامتداد السكاني المجاور للكويت وظف لمصلحة الكويت وجميع الشرائح المكونة لهذا المجتمع المستقر بشكل عام ما عدا أحداث صغيرة معينة لم تجد لها بيئة مشجعة فاندثرت، و ما معركة الجهراء وملحمة مؤتمر جدة أيام الاحتلال إلا شاهدان على ذلك.
هذا التلاحم الاجتماعي وقت المخاطر هو سلاحنا البتار والوحيد والأكيد وقت الأزمات الخطيرة، فالتفريط في هذا هو تهديد للكويت ولشعبها ووجودها ، وهذا الوضع المميز جعلها القدوة لشعوب المنطقة وملاذا للأحرار كل هذه الأمجاد أضعناها، فرطنا بها وتحولت الكويت إلى شيء آخر سخيف، تعمق بيننا الصراع الطائفي والقبلي والعائلي والمالي وحتى التجمعات التي برزت لحماية نفسها وتبين لبعضها القدرة على العمل والتنظيم لاحتلال مواقع مهمة في السلطة وانتخابات المجتمع المدني بما فيها انتخابات مجلس الأمة والمجلس البلدي وجمعيات النفع العام ، فلا نستغرب لو تحالفت التجمعات الكبيرة والمافيا المالية لاحتلال مواقع مهمة بالسلطة ومجلس الأمة والمجلس البلدي . . ويأتي من يقول بأن طاعة ولي الأمر أهم مما ورد في الدستور.
ونحن نشاهد مجزرة لأصحاب الرأي في كل الوسائل الإعلامية صار عندنا سجناء رأي وشاردين ومهجرين ولاجئين في دول أجنبية بأعداد نخجل من ذكرها، يحتاجون للمساعدة على المعيشة، والذين يقومون بذلك أناس خيرين أحزنتهم الحالة المؤسفة التي وصلنا إليها في اضطهاد أصحاب الرأي وأحداث أخيرة حصلت سببت لي قلقاً لأنها ذكرتني بما حدث لحمد الجوعان وعبدالله النيباري.
نحن بحاجة للمصالحة، العفو السياسي لا مكان له، مطلوب إجراء استثنائي لمعالجة هذه الحالة الاستثنائية، ولن يكون ذلك ممكنا بوسائلنا العادية، ولا هو مقبولا أن يكون إذلالهم والمساس بكرامتهم ثمناً لذلك، فهم ليسو خونة أو مجرمين أو من سراق المال العام وأنا أعتقد جازما بأن المصالحة العامة هي الدواء الناجع لهذا الألم والخلل الذي نعانيه في وقت نحن بحاجة إلى استعادة تلاحمنا الذي عهدنا أيام الأزمات.
و ما فزعتنا الرائعة لمحاربة هذا الوباء المدمر ( جائحة كورونا ) إلا دليل على أصالة هذا المجتمع و طيبته وتكاتفه وقت الأزمات ، التصالح و ليس الانتقام هو واجبنا ،وأنا على ثقة بأن المسؤولين يدركون ذلك.
تعليقات