دراسة أمريكية: أوروبا هي “مصدر كورونا”
منوعاتالآن - وكالات إبريل 11, 2020, 6:30 م 509 مشاهدات 0
كشفت دراسة أمريكية جديدة أن فيروس كورونا بدأ في الانتشار بمدينة نيويورك في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، بعد أسابيع من تأكيد أول حالة إصابة، وأن المسافرين حملوا الفيروس معهم بالأساس من أوروبا وليس آسيا.
حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، قال هارم فان باكيل، المتخصص بعلم الوراثة في كلية طب ماونت سيناي، والمشارك في إعداد الدراسة التي تنتظر مراجعة الأقران: “غالبيتهم (المسافرين) أوروبيون بوضوح”.
نتائج صادمة للبحث: تقرير الصحيفة البريطانية قال إن فريق بحث آخر في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، توصل إلى نتائج مماثلة صادمة، رغم دراستهم مجموعة مختلفة من الحالات.
حلل الفريقان جينوم فيروس كورونا المأخوذ من سكان نيويورك بداية من منتصف شهر مارس/آذار الماضي.
كشفت الدراسة نوعاً سابقاً خفياً من الفيروس، ربما كان اكتشافه ممكناً إذا طُبقت برامج اختبار دقيقة.
لم تبدأ إيطاليا إغلاق بلدات ومدن إلا في أواخر فبراير/شباط الماضي، وعندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 11 مارس/آذار، إنه سيمنع دخول أغلب المسافرين القادمين من بلدان أوروبية.
لكن سكان نيويورك كانوا حينها يسافرون بالفعل عائدين إلى الولايات المتحدة حاملين الفيروس.
قالت أدريانا هيغوي، وهي عضوة بفريق بحث جامعة نيويورك: “الناس كانوا يغفلون (الأمر) كلياً”.
خطأ في تدبير الأزمة: لكن الولايات المتحدة أخطأت عندما خصصت أولى معدات التشخيص واختبارات الكشف عن الفيروس فقط للأشخاص القادمين من الصين وتظهر عليهم أعراض مرض “كوفيد-19”.
وقالت الطبيبة هيغوي: “كان عدم إجرائنا الاختبارات كارثةً”.
ظهرت بضع حالات بداية من نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
لكن كان من السهل اعتبارها مجرد حالات نادرة قادمة من الخارج، لن تؤدي إلى تفشٍّ داخل الولايات المتحدة.
لكن ذلك التوهم تبدَّد بنهاية فبراير/شباط، باكتشاف لتريفور بيدفورد، وهو أستاذ مساعد بمركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان وجامعة واشنطن وزملائه.
كيف اكتشف ذلك؟ فقد أظهر هؤلاء الباحثون باستخدام مشروع “Nextstrain”، أن فيروساً رُصد بمريض في نهاية فبراير/شباط، به طفرة يتشاركها مع فيروس اكتُشف بواشنطن في 20 يناير/كانون الثاني.
كانت الفيروسات المكتشفة في واشنطن أيضاً تتشارك طفرات أخرى مع فيروسات معزولة في مدينة ووهان الصينية، وهو ما يشير إلى أن مسافراً كان حاملاً للفيروس عندما أتى من الصين.
مع هذا الاكتشاف، قاد الطبيب بيدفورد وزملاؤه زمام عملية سلسلة جينومات فيروس كورونا.
ومنحتهم سلسلة جينومات أكثر في محيط واشنطن منظوراً أفضل لطريقة بدء التفشي هناك.
وقال بيدفورد: “لديَّ ثقة تامة بأنه (الفيروس) لم يبدأ بالانتشار في الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول”.
مع ظهور حالات جديدة في أنحاء أخرى من البلد، وضع باحثون آخرون طرقهم الخاصة لجمع لمعلومات. تأكدت أول إصابة بالفيروس بنيويورك في الأول من مارس/آذار، وبعد أسبوعين ارتفع عدد المرضى في مستشفيات المدينة.
وجدت الطبيبة هيغوي وزملاؤها فيروسات في نيويورك تتشارك طفرات فريدة لم تكن موجودة بأي مكان آخر.
وقالت الطبيبة: “في تلك اللحظة تعرف أنه كان لديك تنقُّل صامت (للفيروس) منذ فترة طويلة”.
تقدّر هيغوي أن الفيروس بدأ في الانتشار بنيويورك قبل شهرين.
أوروبا المَصدر الأول: بدأ باحثو مركز ماونت سيناي سلسلة جينومات عينات الفيروس المأخوذ من المرضى الذين يأتون إلى مشفاهم.
ووجدوا أن الحالات الأولى التي جرى تحديدها في نيويورك لم تكن مرتبطة بالحالات اللاحقة.
قالت آنا سيلفيا، من فريق بحث ماونت سيناي: “بعد أسبوعين، بدأنا رؤية فيروسات مرتبطة بعضها ببعض”.
وجدت سيلفيا وزملاؤها أن هذه الفيروسات كانت مماثلة لفيروسات اكتُشفت في أنحاء أوروبا. لا يمكنهم تحديد أي رحلة طيران بالضبط كانت سبب وصول الفيروس إلى نيويورك.
لكنهم كتبوا في دراستهم، أن الفيروسات أظهرت “فترة تنقُّل عالمي غير متتبَّعة في الفترة بين أواخر يناير/كانون الثاني ومنتصف فبراير/شباط”.
وتُظهر جينومات فيروس كورونا أيضاً دلائل على تنقُّله في مرحلة مبكرة في أنحاء البلد.
تعليقات