‫دراسة أمريكية: أوروبا هي “مصدر كورونا”‬

منوعات

الآن - وكالات 519 مشاهدات 0


‫كشفت دراسة أمريكية جديدة أن فيروس كورونا بدأ في الانتشار بمدينة نيويورك في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي، بعد أسابيع من تأكيد أول حالة إصابة، وأن المسافرين حملوا الفيروس معهم بالأساس من أوروبا وليس آسيا.‬

‫حسب تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، قال هارم فان باكيل، المتخصص بعلم الوراثة في كلية طب ماونت سيناي، والمشارك في إعداد الدراسة التي تنتظر مراجعة الأقران: “غالبيتهم (المسافرين) أوروبيون بوضوح”.‬

‫نتائج صادمة للبحث: تقرير الصحيفة البريطانية قال إن فريق بحث آخر في كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، توصل إلى نتائج مماثلة صادمة، رغم دراستهم مجموعة مختلفة من الحالات. ‬

‫حلل الفريقان جينوم فيروس كورونا المأخوذ من سكان نيويورك بداية من منتصف شهر مارس/آذار الماضي.‬

‫كشفت الدراسة نوعاً سابقاً خفياً من الفيروس، ربما كان اكتشافه ممكناً إذا طُبقت برامج اختبار دقيقة. ‬

‫لم تبدأ إيطاليا إغلاق بلدات ومدن إلا في أواخر فبراير/شباط الماضي، وعندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 11 مارس/آذار، إنه سيمنع دخول أغلب المسافرين القادمين من بلدان أوروبية. ‬

‫لكن سكان نيويورك كانوا حينها يسافرون بالفعل عائدين إلى الولايات المتحدة حاملين الفيروس.  ‬

‫قالت أدريانا هيغوي، وهي عضوة بفريق بحث جامعة نيويورك: “الناس كانوا يغفلون (الأمر) كلياً”.‬

‫خطأ في تدبير الأزمة: لكن الولايات المتحدة أخطأت عندما خصصت أولى معدات التشخيص واختبارات الكشف عن الفيروس فقط للأشخاص القادمين من الصين وتظهر عليهم أعراض مرض “كوفيد-19”. ‬

‫وقالت الطبيبة هيغوي: “كان عدم إجرائنا الاختبارات كارثةً”.‬

‫ظهرت بضع حالات بداية من نهاية يناير/كانون الثاني الماضي. ‬

‫لكن كان من السهل اعتبارها مجرد حالات نادرة قادمة من الخارج، لن تؤدي إلى تفشٍّ داخل الولايات المتحدة.‬

‫لكن ذلك التوهم تبدَّد بنهاية فبراير/شباط، باكتشاف لتريفور بيدفورد، وهو أستاذ مساعد بمركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان وجامعة واشنطن وزملائه.‬


‫كيف اكتشف ذلك؟ فقد أظهر هؤلاء الباحثون باستخدام مشروع “Nextstrain”، أن فيروساً رُصد بمريض في نهاية فبراير/شباط، به طفرة يتشاركها مع فيروس اكتُشف بواشنطن في 20 يناير/كانون الثاني. ‬

‫كانت الفيروسات المكتشفة في واشنطن أيضاً تتشارك طفرات أخرى مع فيروسات معزولة في مدينة ووهان الصينية، وهو ما يشير إلى أن مسافراً كان حاملاً للفيروس عندما أتى من الصين. ‬

‫مع هذا الاكتشاف، قاد الطبيب بيدفورد وزملاؤه زمام عملية سلسلة جينومات فيروس كورونا. ‬

‫ومنحتهم سلسلة جينومات أكثر في محيط واشنطن منظوراً أفضل لطريقة بدء التفشي هناك. ‬

‫وقال بيدفورد: “لديَّ ثقة تامة بأنه (الفيروس) لم يبدأ بالانتشار في الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول”.‬

‫مع ظهور حالات جديدة في أنحاء أخرى من البلد، وضع باحثون آخرون طرقهم الخاصة لجمع لمعلومات. تأكدت أول إصابة بالفيروس بنيويورك في الأول من مارس/آذار، وبعد أسبوعين ارتفع عدد المرضى في مستشفيات المدينة.‬

‫وجدت الطبيبة هيغوي وزملاؤها فيروسات في نيويورك تتشارك طفرات فريدة لم تكن موجودة بأي مكان آخر. ‬

‫وقالت الطبيبة: “في تلك اللحظة تعرف أنه كان لديك تنقُّل صامت (للفيروس) منذ فترة طويلة”.  ‬

‫تقدّر هيغوي أن الفيروس بدأ في الانتشار بنيويورك قبل شهرين. ‬

‫أوروبا المَصدر الأول: بدأ باحثو مركز ماونت سيناي سلسلة جينومات عينات الفيروس المأخوذ من المرضى الذين يأتون إلى مشفاهم. ‬

‫ووجدوا أن الحالات الأولى التي جرى تحديدها في نيويورك لم تكن مرتبطة بالحالات اللاحقة.‬

‫قالت آنا سيلفيا، من فريق بحث ماونت سيناي: “بعد أسبوعين، بدأنا رؤية فيروسات مرتبطة بعضها ببعض”.‬

‫وجدت سيلفيا وزملاؤها أن هذه الفيروسات كانت مماثلة لفيروسات اكتُشفت في أنحاء أوروبا. لا يمكنهم تحديد أي رحلة طيران بالضبط كانت سبب وصول الفيروس إلى نيويورك. ‬

‫لكنهم كتبوا في دراستهم، أن الفيروسات أظهرت “فترة تنقُّل عالمي غير متتبَّعة في الفترة بين أواخر يناير/كانون الثاني ومنتصف فبراير/شباط”. ‬

‫وتُظهر جينومات فيروس كورونا أيضاً دلائل على تنقُّله في مرحلة مبكرة في أنحاء البلد.‬

تعليقات

اكتب تعليقك